رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا لو......؟


أتساءل دائمًا وأنا هائم مع أفكارى وأقول ماذا لو ؟ ماذا لو جاء شهر في السنة وقرر كل نجوم السينما ومقدمو البرامج المشهورون ورجال الأعمال الكبار التبرع بمبلغ لايقل بل يزيد علي المليون جنيه، ويكون موجها لإصلاح شىء ينتقدونه في المجتمع، مشاركين المسئولين في الدولة وإجبارهم على تنفيذ مشروعهم هذا !


وماذا لو وجه المنتجون ونجوم السينما ورجال الأعمال جزءا من قدراتهم الفنية والمالية والتبرع بمجهودهم وجزءا من أموالهم لنهضة التليفزيون المصرى الذي كان سبب شهرتهم.

سئمنا من الإعلاميين ونجوم الفن في أفلامهم ومسلسلاتهم في تعرية المجتمع ونقده، وهم أول المستفدين من تدنى الذوق العام ، وأتساءل ماذا لو قرر رامز جلال وغيرهم ممن قلدوه في برنامجه الذي لاهدف له في توجيه هذا الكم من الأموال المهدرة بل وقام بحشد كل نجوم الفن في التبرع في شهر من كل سنة والنزول بأنفسهم لتطوير عشوائية من العشوائيات؟

الأوطان لاتبنى إلا بعقول وأموال أبنائها ثم هؤلاء الأبناء يعطون الثقة في حكومة تدير ما قاموا ببنائه، وحيئذ ستكون هناك قوانين صارمة ستنفذ على الكبير قبل الصغير، لصيانة الوطن الذي شارك الكل في بنائه.

الشعوب تشكو عدم وجود العدالة الاجتماعية والظلم، وهم أنفسهم من صنعوها، ولكن الحل في تكاتف كل من يهمه أمر هذا الوطن من علماء ومفكرين ورجال أعمال ونجوم فن، وغيرهم، بالتكاتف في حل أمر من الأمور ولو شهر في السنة هل سيكلفهم هذا الكثير؟ ثم يتم توكيل الحكومة بصيانة وتطوير هذا المشروع، وحينئذ وجب الجلد والنقد بل المحاكمة في حالة التقصير.

أريد من كل إعلامي أو صحفى أو أي صاحب قلم أو منبر أن يتوقف عن نبرة الصوت العالى والعروق النافرة مطالبا باستقالة وزير أو مسئول وهو جالس على كرسى مريح وتحت المكيف، فماذا لو شارك الجميع فعليًا حتى لو بخل بالمال فليصمت أو يعطى لنا حلا عمليًا لما ينتقده قابلا للتطبيق، وليس استضافة شخص مدعٍ ينسب لنفسه أنه خبير وهو لاشىء على الإطلاق، ولكنه يجيد فقط فن الكلام ودغدغة المشاعر لتعظيم شهرته.

لقد حذرت في مقالات كثيرة من الألقاب والشهادات التي توزع على الأرصفة، وقد ذهلت حينما شاهدت مسلسل "فوق مستوى الشبهات" للفنانة يسرا، وهم يقدمونها على أنها دكتورة التنمية البشرية ففى أي كلية من جامعات مصر أو غيرها يوجد هذا التخصص؟ لا يوجد بل هي مجرد ألقاب أعطاها البعض لنفسه أو مؤسسات ومنظمات ليس لها علاقة بالجامعة، وهى لا تملك منحها بل أعطتها ومنحتها لمن لايستحق، وهنا في هذا المسلسل أعطى الإعلام شرعية لهذا الزيف والخراب الأخلاقى لألقاب مزيفة لا وجود لها فماذا لو أتى المخرج وأظهر للمشاهد أن دكتوراه التنمية البشرية هذه مزيفة ويظهرها على حقيقتها.
فهناك مئات من الأسئلة التي تبدأ بماذا لو وأريد أن أطرحها ولكن للحديث بقية
وفقنا الله لما فيه صالح العباد ولك الله يامصر
الجريدة الرسمية