رئيس التحرير
عصام كامل

التسريب طريقة حياة!!


انقلبت الدنيا رأسا على عقب بسبب تسريب امتحانات الثانوية العامة، خاصة وأن السادة المسربين "زودوها حبتين" بقصة التسريب قبل بدء الامتحان، إمعانا في إظهار قدراتهم ومواهبهم التي انتصرت لإرادة المصريين في أن يكونوا الأوائل حتى لو في الغش.


أغلب الظن أن السادة أعضاء البرلمان الذين حاكموا الوزير، وقبلهم السادة الإعلاميون الذين اغتالوا الوزير بدءا بوصفه فاشلا، وليس نهاية بالمطالبة بإقالته لم يسل أي منهم عن دوره في التسريب.. نظرة فاحصة تشير إلى أن عددا كبيرا من نواب الشعب قد وصلوا إلى البرلمان وفق طريقة التسريب.. تسريب الأصوات وكله تحت شعار"دفع.. اشترى.. فاز"، وهذا لا يعنى إلا شيئا واحدا، وهو أن نوابا كثيرين قد تسربوا إلى البرلمان وفق "شاومينج السياسية".

بعض الإعلاميين ولست منهم اختاروا رسائلهم الإعلامية وفق نظرية التسريب.. فسربوا إلى الإعلام قيما غريبة ومدهشة ومزعجة، فأصبح النني مثلا هو "رافع" سقف طموحات الأطفال، و"عته" رامز جلال هو الإثارة المنحطة والمطلوبة، ومسلسل "بنات سوبر" هو النموذج الإبداعي الذي يؤكد على رسالتنا التنويرية المقدسة في المنطقة العربية.

أحكام قضائية أوقفت إعلان نتائج تعيينات في جهات قضائية، لأن قضاة يعينون أبناءهم، والمستحقون خارج القوائم.. إذن في القضاء تسريب.. أن تكون قاضيا ابن قاض لا غبار في ذلك، شريطة ألا يكون دخولك إلى الساحة المقدسة مجرد تسريب.. أساتذة الجامعات أو بعضهم يعينون أبناءهم معيدين بالجامعة مع سحق الآخرين من المستحقين.. إذن أساتذة الجامعات يعتمدون على شاومينج التعليمي في محرابهم.

لو تابعنا قوائم التسريب في المجتمع سنجد أن أخفها وطأة تسريب امتحانات الثانوية العامة.. صدقوني عندما يكون التسريب منهاجا في قمة المجتمع، فمن الطبيعي أن يكون طريقة حياة في قاعه!!
الجريدة الرسمية