رئيس التحرير
عصام كامل

ساويرس «هيوقف» حال البلد!!


فيما يرى النائم رأيت المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء يتدارس مع محيطين له ذلك الاقتراح الذي قذف به المهندس نجيب ساويرس حول إنشاء وزارة لمواجهة البيروقراطية، ولأن الاقتراح أخاذ فقد أخذ بلباب من يناقشونه من رفاق رئيس الحكومة الذي بادر الحضور بقوله: وكيف إذن نستطيع مواجهة غول البيروقراطية ووحش الروتين بوزارة من ذلك النوع المتين؟.


قال أحد القائلين يا سيادة الرئيس إننا ونحن بصدد إنشاء وزارة تكون مسئوليتها الأولى هي مواجهة تعطيل مصالح العباد فإننا يجب أن نكون أحرص على ألا يلهينا الهدف عن اختيار الوسيلة.. واستطرد الرجل موضحا وجهة نظره: من الضرورات أن تكون الوزارة الجديدة صاحبة قرار يتمدد إلى قلب الوزارات الأخرى حتى تمضي قراراتها بسهولة ويسر.

استحسن الحضور مقولة زميلهم إلا من أحد الوزراء الذي قال: إن هذا يعنى أن نكون وزراء بلا قرارات أو أننا وزراء "طيشة" وإن كل وزير فينا سيكون رجلا "إمعة" أي لا رأي له.. قاطعه ثالث منفعلا بالاقتراح وقال: حتى تنجح هذه الوزارة في أداء عملها لابد وأن يضاف إلى قياداتها كل وكلاء الوزارات الأخرى حتى تستقيم الأمور وتمضي القرارات في سهولة تامة تؤدي الغرض.

كان أحد أقرب الوزراء إلى القيادة السياسية يجلس صامتا حتى استفزه رئيس الوزراء لعله يبوح بما تراه القيادة في هذا الصدد.. نظر أمامه طويلا والجلوس صامتون حتى قال: حدود علمي أن القيادة السياسية لا تقف في طريق اقتراح من شأنه رفع الضغط عن كاهل المواطن والمستثمر والعامل والموظف ولكن يجب أن ندرس المسألة بعناية.. على الفور طلب منه رئيس الحكومة ملامح تلك العناية.

قال القريب من السلطان: لتسهيل مهمة الوزارة الجديدة لابد وأن تعتمد قراراتها من كافة الوزراء.. يصدر الوزير القرار.. يطبع على ورق الوزارة مختوما بخاتم النسر.. يرسل بالبريد العاجل إلى كل وزارات مصر إضافة إلى نسخة إلى رئيس الوزراء وأخرى للأجهزة السيادية ومن المفضل أن نرسل نسخا إلى سفارات الدول بالقاهرة ليعرفوا أننا قادرون على مواجهة البيروقراطية.

أضاف الرجل المهم: تدرس الوزارات تلك القرارات وفق خبرائها وتعد تقارير بوجهة نظرها ثم تعيد تصديرها إلى الوزير المختص الذي يعد تقريرا مفصلا بما تضمنته تقارير الوزارات والأجهزة والسفارات ليقدم إلى جلسة مجلس الوزراء نتدارسه بشفافية وبسرعة فائقة ونصدر القرار اللازم في مسودة ترسل منها نسخة إلى مجلس الدولة وأخرى إلى مجلس النواب ثم نتلقى تقارير نهائية من الجهتين وهكذا تسير الأمور في نصابها الطبيعي!!

في اليوم التالي تم استدعاء المهندس نجيب ساويرس لكي يدرك أن في بلادنا تتابع دبة النملة.. دخل ساويرس إلى مجلس الوزراء وفي يده دوسيه من ثلاث أوراق قدمها إلى رئيس الوزراء حول الفكرة وتطبيقها.. أخرج رئيس الحكومة الورقات الثلاث.. قرأها.. مكتوب فيها.. وزارة من وزير شاب وعشرة من شباب المبرمجين سيقومون بميكنة مصر كلها.. فصل طالب الخدمة عن مقدمها.. تختفى الأدراج والافتكاسات واللوائح ويصبح الكمبيوتر هو الموظف الأمين.. نظر رئيس الوزراء إلى صاحب الاقتراح قائلا: إنت كدة هتوقف حال البلد يا نجيب!!!!
الجريدة الرسمية