رئيس التحرير
عصام كامل

مصر العريانة


تعرية أم مصرية حدث جلل تهتز له سموات وأراضين.. تعرية امرأة مصرية مسنة أو طفلة هو عار علينا جميعا.. تجريد أم من إنسانيتها وبشريتها إنما يعرى مجتمعا بأكمله.. يعرى الدولة سلطة وشعبا،، مؤسسات وهيئات.. بشرا وشجرا.


والتعاطي مع هذه الكارثة وفق النظريات القديمة من صلح وتصوير واحتفالات هو العار الثانى، وقول محافظ عاقل وواع ومسئول إن ماحدث أمر عادي، إنما يضعه معنا في نفس العار، لأن التي تعرت هي أمي وأمه، وشقيقتي وشقيقته، وابنتى وابنته، فهل يرضى سيادة المحافظ أن تتعرى واحدة من عائلته؟ وهل نرضى أن تتعرى أمنا أو أختنا أو ابنتنا؟

القانون هو الفيصل ودولة القانون هي المحك الآن.. الانتقال من شبه الدولة إلى الدولة يفرض علينا أن نحاكم من ارتكبوا فضيحة لاعلاقة لها بأخلاقنا أو قيمنا أو عاداتنا.. كارثة لاعلاقة لها بطبائع البشر.. لاعلاقة لها حتى بقيم الكفار الذين لم تصلهم رسالة سماوية أو حتى أرضية.

حالة الصمت التي تحيط بالحدث الجلل مصيبة أخرى لا تقل عارا عن عار طعن أم في كرامتها وعزتها وشرفها.. الاعتذار لهذه الأم يجب أن يكون اعتذارا شعبيا.. إنسانيا.. جمعيا.. يجب أن نقف أمام هذه السيدة لنعبر لها عن ضآلتنا.. عن خزينا.. عن انكسارنا..

يجب أن تعلم هذه السيدة الفاضلة أننا نحن المنكسرين.. تسكن جباهنا حمرة الخجل والعار.. يجب أن تدرك هذه السيدة العظيمة أننا المتورطين في الإساءة إلى الإنسانية كلها.. يجب أن تعلم هذه السيدة الفاضلة أن حذاءها أشرف من كل من صمت عن هذه الجريمة النكراء.. يجب أن تعلم أنها القيمة والقامة، وما دونها شراذم لا يساوون عند الله نعل حذائها.
الجريدة الرسمية