رئيس التحرير
عصام كامل

أخطر من كارثة الطائرة


ترجيح احتمال دون توقع الآخريعد امرا خطيرا، واستباق لنتائج في علم الغيب حتى الآن في حادث سقوط الطائرة الأليم امر جلل، والحديث عن تفجير إرهابى هو أيضا استباق واستخلاص غير علمى لنتائج غير معروفة حتى الآن.. كان حكيما أن يعلن الجانب الفرنسي أن كل الاحتمالات واردة..هذا الإعلان الذي أيده الجانب المصري فسارت الأمور على نحو متسق إلى أن بدأت تتدفق معلومات من شأنها ترجيح الاحتمال الإرهابى دون غيره، وهو الأمر الذي يدخلنا في حسابات معقدة قبل اللحظة الحاسمة.


الكلام عن حادث إرهابى حتى لو كان مرجحا فإنه يبدو لغما مزعجا إذا ماجاءت النتيجة عكس ذلك، لايجب في مثل هذه الكوارث أن نقود الجماهير إلى اتجاه بعينه، فنصبح على مانفعل نادمين..التحقيقات قد تمتد إلى شهور أو سنوات دون الوصول إلى مرحلة اليقين، ويكفي أن نذكر الجميع بما أطلقته دولة كبرى مثل بريطانيا في حادث الطائرة الروسية عندما استبقت الأحداث وأعلنت عن عمل إرهابي وراء السقوط، ثم نجحت مصر في تعرية هذا الاتهام الباطل.

وإذا كان الإعلام المصري قد تعامل هذه المرة بنضج شهد له الجميع، والتزم المعايير المهنية، واعتبره البعض واحدا من أهم أدوات مصر في حرب تدور رحاها لالتهام فكرة الاستقرار في مصر، وتصوير كل مايحدث بفعل الأقدار على أنه مؤامرات، يسعى من خلالها لتوريط النظام فيما هو أبعد من الكارثة.

التأنى والدقة والاعتماد على المعلومات الرسمية أهم أدوات مواجهة الحرب الضروس التي نواجهها في وقت عصيب.. وقت نسعى فيه إلى لملمة أفكارنا وجهودنا وتوحيد كلمتنا والمضي قدما في طريق استعادة الاستقرار، بعيدا عن التوقعات والتنبؤات التي قد تطيح بأحلامنا في الوصول إلى الحقيقة.

أن أخطر من الكارثة وفقد الأهل والرفاق، هو السقوط فيما هو أبعد من ذلك، خاصة وأننا أصبحنا فريسة تحاول النيل منها دول وعصابات وجماعات، هي المستفيد الأول والأخير من إغراقنا في مستنقع التخبط.
الجريدة الرسمية