رئيس التحرير
عصام كامل

شلة المنتفعين


اعتراف الرئيس بوجود فساد في مؤسسة الرئاسة غير مسبوق، وإصراره على إحالة الفسدة للمحاكمة بداية لعصر لا يعترف بشعار "نلم الدور"، وتحذيره للمسئولين بعدم الاستجابة لمدعي القرابة منه ينفي شائعات حاول البعض ترويجها.


أعلم أن الرئيس وضع حائطًا خرسانيًا بينه وبين شلة المنتفعين منذ أن كان مرشحًا محتملاً، لذلك ليس هناك من فواتير يسددها أو وعود ينفذها.

انقلب على سياساته بعض من تطوعوا للعمل في حملته الانتخابية، بعد أن يأسوا من انتظار مناصب كانوا عطشى إليها، وطالته وشايات بعض رجال الأعمال في مجالس النميمة بعد أن وضع حدًا لتغولهم على قوت الشعب.

تاجر على الشاشة من ادعى خصوصية علاقته بمؤسسة الرئاسة، فودعته برامج التوك شو.

الصورة إذًا واضحة.. لا مجاملة ولا محاباة، حتى ولو كنت تعمل في مؤسسة الرئاسة، هذا ما فهمناه من كلام الرئيس، ورسّخ هذا المفهوم ما صدر عن الرقابة الإدارية، بيان أقرب إلى التحذير لكل من تسول له نفسه باستخدام اسم الرئيس أو أي مسئول كما كان يحدث في السابق.

أتمنى أن تصل رسالة الرئيس لهذا الذي يدعي فاعليته في المركز الصحفي التابع لمؤسسة الرئاسة متخذًا من ادعائه سبيلاً لصدارة المشهد، أو ذاك الذي دأب على الهتاف ضد كل مؤسسات الدولة، وسرعان ما تناسى هتافاته بعد دعوته لحضور أحد اللقاءات مع الرئيس، فقط يتذكر عندما يتم تجاهله، وهذا ثالث يقترب من كل من تطأ قدمه قصر الاتحادية، عسى أن ينفذ إلى أحد المسئولين ولو من ثقب إبرة، اما هذا الرجل فرأيناه يقدم نفسه ما بين الحين والآخر بشكل مختلف، ربما تستفيد الدولة من خبرته المزيفة، هو الشخص نفسه الذي ارتمى في حضن جماعة الإخوان، استفادوا من أمواله تارة، وابتزوه تارة أخرى.

وذاك مدعي الوطنية.. يهلل لكل قرار.. واذا ابتعدت عنه الكاميرا ينفث إحباطه ويأسه من حاضر غائم ومستقبل مظلم، لا لشيء إلا لأنه خارج التشكيل في الحكومات السابقة رغم تقديمه العديد من الخدمات، ومشاركته في صناعة بعض القرارات.. هكذا يدعي، بقي هذا الذي يطل علينا من نافذته الإعلامية ليؤكد أنه قال للرئيس وقال له الرئيس، موحيًا لمشاهديه أنه إحدى المرجعيات.

أتمنى أن تصل رسالة الرئيس وتحذيرات الرقابة إلى كل هذه النماذج ربما ترتدع.

وفي ظل هذه الشفافية.. أتمنى أن يعاد النظر في كل من يترددون على قصر الاتحادية لغربلة المشتاقين وأصحاب الأنفس الضعيفة والمراهقين سياسيًا.


الجريدة الرسمية