رئيس التحرير
عصام كامل

انقلاب مسئولي إسرائيل على «بنيامين نتنياهو».. الصراع يحتدم بين المؤسسة العسكرية ورئاسة وزراء الاحتلال.. المعارضة ترفض مطالبه بالانضمام للحكومة.. و«ليبرمان» يدخل على الخط ويصفه بالم

بنيامين نتنياهو
بنيامين نتنياهو

لم تفلح محاولات لم الشمل من جانب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، لضم معارضيه في الحكومة الإسرائيلية، بل ازدادت الأمور تعقيدًا بالخلاف الذي احتدم بينه وبين وزير جيشه، موشيه يعالون، ما أدى إلى استدعاء الأخير بما يشي بحدوث انقلاب داخل المنظومة العسكرية ضد نتنياهو.


وتشهد الساحة الإسرائيلية سجالا منذ أسابيع بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش في حكومته، موشيه يعالون، يدور بالأساس حول ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين. وتفاقمت حدة السجال في أعقاب أقوال يعلون أمس لضباط الجيش بأن لا يخافوا من قول رأيهم.

احتدم التوتر بين وزير الجيش الإسرائيلي ونتنياهو، بعد أن دعا الأخير يعالون إلى جلسة توضيحات في أعقاب التصريحات التي أدلى بها خلال خطابه أمام ضباط الجيش الإسرائيلي، حيث دعاهم إلى الجهر بآرائهم "حتى وإن تعارضت مع إرادة القيادة السياسية".

وكان نائب رئيس الأركان الإسرائيلي، يائير جولان، دعا في ذكرى "الهولوكست" المزعوم في مطلع مايو الجاري إلى فحص الضمير الوطني"، وشبه إسرائيل بألمانيا النازية. وهو ما أغضب نتنياهو الذي هاجمه على خلفية هذه التصريحات.

وصرح يعالون خلال حفل استقبال في تل أبيب ضم كبار الضباط في الجيش: "واصلوا قول ما تفكرون به وافعلوا ذلك، حتى لو لم تكن تصريحاتكم تتفق مع تيار الأكثرية أو مع مواقف وأفكار قادتكم أو القيادة السياسية".

وأضاف بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية: "كونوا شجعانا في ميدان المعركة كما على طاولة النقاشات. الجيش الجيد هو الجيش الذي يشعر فيه قادته أن بإمكانهم أن يسمعوا أصواتهم في أي وقت كان".

وسارعت رئاسة وزراء الاحتلال إلى الرد على تصريحات يعالون، مؤكدة أن نتنياهو كان حازما في اعتباره أن المقارنة مع ألمانيا النازية لم تكن في محلها، لا في المضمون ولا في التوقيت، وأنها ألحقت ضررا بإسرائيل في المجتمع الدولي".


وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية فإن العلاقات بين نتنياهو ويعالون ساءت كثيرا في الآونة الأخيرة وسط تكهنات باحتمال أن يعمد رئيس الوزراء إلى تغيير وزير الجيش، لاسيما أن البعض يلوح باسم وزير الخارجية في حكومة نتنياهو السابقة، أفيجدور ليبرمان، ويطالب بحقيبة الأمن في الحكومة الحالية لقاء انضمامه مجددا إلى الائتلاف الحكومي بقيادة نتنياهو.

فشل ضم المعارضة

هذا يأتي إلى جانب فشل نتنياهو في ضم رئيس حزب "المعسكر الصهيوني" وزعيم المعارضة في إسرائيل، يتسحاق هرتسوج، على الائتلاف الحكومي برئاسته.

وكانت صحيفة "هاآرتس" العبرية قد ذكرت أن عضوة الكنيست، تسيبي ليفني، وشريكته في ائتلاف المعارضة تعارض الخطوة بشدة.

وأوضحت ليفني أن انضمام "المعسكر الصهيوني" إلى الائتلاف الحكومي، سيحكم على الائتلاف بين حزبي "العمل" برئاسة هرتسوج و"هتنوعاه" برئاستها، بانفصال حزبي العمل وهتنوعاه وهما مكونا "المعسكر الصهيوني"، إذ إن الاتفاقية بين ليفني وهرتسوج تلزم الأخير تلقى موافقة ليفني على أي انضمام للائتلاف الحكومي.

واعتبر أعضاء كنيست من داخل حزب "العمل"، مساعي هرتسوج بالانضمام للائتلاف الحكومي، على أنها خطوات تنم عن يأس وإحباط، ليصفه أحدهم على أنه "حصان ميت"، موضحًا أن الخطوة حولته إلى قيادي دون حزب. فهو لا يعلم أي لهب سيستقبله في الجلسة القادمة للكتلة.

محاولات خادعة
وبعد أن فشل نتنياهو في كسب ود المعارضة الإسرائيلية لجأ إلى حليفه القديم وزير خارجية الاحتلال السابق، أفيجدور ليبرمان، الذي انشق عنه ليعيد المياه إلى مجاريها، إلا أن الأخير خذله ليصبح الجميع ضد نتنياهو.

وتطرق ليبرمان إلى أقوال نتنياهو حول ضم ليبرمان للحكومة ووصف أقوال نتنياهو بأنها "خادعة". وكتب ليبرمان على صفحته بموقع التواصل "فيس بوك" أنه في الوقت الذي يقوم به نتنياهو "بشكل مخالف لما وعد به خلال الانتخابات، فإنه يجري مفاوضات مع زعماء المعارضة، وأن "حكومة نتنياهو ليست حكومة يمينية".

وشككت مصادر بمحاولات نتنياهو إقناع ليبرمان بالانضمام إلى الحكومة. ووصفت مصادر في حزب الليكود الأمر بأنه "خدعة"، تهدف للضغط بالأساس على زعيم المعارضة، يتسحاق هرتسوج، من أجل دفع انضمام حزبه إلى الحكومة. وفقط قبل عدة أيام قليلة، قال نتنياهو بنفسه إلى وزراء الحكومة: إن ليبرمان "لا يريد" الانضمام إلى الحكومة.
الجريدة الرسمية