رئيس التحرير
عصام كامل

«مواقع التواصل الاجتماعي» جيش إسرائيل السري لاختراق عقول الشباب العربي.. هاشتاج «اسأل نتنياهو» لتجميل وجه قادة الاحتلال.. و«فيس بوك وتويتر» ينحازان للكيان الصهيوني و«

فيتو

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي منبرًا قويًا لإسرائيل تحاول من خلاله تحسين صورتها دوليًا، وكذلك استقطاب عقول الشباب العربي، ويعد موقعا "تويتر" و"فيس بوك" بمثابة قطري حرب الجيش الأزرق السرية التي تشنها إسرائيل على عقول الشباب العربي عبر تلك المواقع التي تتخذ من اللون الأزرق شعارًا لها.


التطبيع الكامل
وتحاول إسرائيل من خلال "تويتر" و"فيس بوك" الوصول إلى حلم التطبيع الكامل مع العرب ورسم صورة وردية للشباب عن إسرائيل تدفعهم للتفكير في أن دولة الاحتلال أكثر ديمقراطية من بلادهم وأن شعوبها يعيشون في رغادة عيش على عكس الواقع المر الذي يشتكي منه مواطنو الاحتلال، ويظهر ذلك في تعليقات العرب التي يطلبون فيها الهجرة إلى تل أبيب.

وقال أحد المعلقين على إحدى الصفحات الإسرائيلية الناطقة بالعربية: "هل يمكنني أن أكون مواطنا إسرائيليا وأستغنى عن جنسيتي العراقية، وأكون مواطنا صالحا".

دردشة نتنياهو
اختراق عقول الشباب العربي من خلال تلك المواقع بلغ حد إعلان رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، دردشة حية على تويتر، بمناسبة الاحتفال بما يسمى عيد "الاستقلال الإسرائيلي"، والذي تأسست فيه دولة الاحتلال قبل 68 عامًا.

وسبق ذلك ترويج متحدث نتنياهو، أوفير جندلمان، عبر صفحته على "فيس بوك" باللغة العربية والتي تستهدف الجمهور العربي للدرشة مع نتنياهو ونشر عبر صفحته الهاشتاج #Asknetanyahu، "أسأل نتنياهو" وأوضح أنه يمكن للمتصفحين طرح أسئلة على رئيس الحكومة حول كل ما يريدون معرفته والحصول على إجابات.

أسئلة مسلية
وتقول التقارير الإسرائيلية إن المتصفحين لم ينتظروا بصبر، ومنذ أن تم الإعلان عن الدردشة أصبح الهاشتاج #Asknetanyahu شعبيًا جدًا في تويتر.

كان بعض الأسئلة أكثر جدية وبعضها بنبرة ساخرة، ولكن لم ينتهز الإسرائيليون فقط الفرصة من أجل طرح أسئلة على نتنياهو حول كل ما يزعجهم ومشاركة كل ما يفكرون به، حول نشاطه ونشاط زوجته، وإنما أيضًا جيرانه.

ووردت أسئلة من فلسطين وسائر دول الشرق الأوسط وطرح المتصفحون أيضًا من أوروبا وأمريكا أسئلة على نتنياهو، كان معظمها مسلية أو متحدية.

وتساءل متصفح من ليبيا في تغريدة له إذا ما كان القصف في غزة قد جاء لتفريغ مكان كموقف للسيارات من أجل الغزيين، وسأله مراسل الجزيرة، مهدي حسن، إذا كان سيوافق على إجراء مقابلة معه.

شعبية أوباما
كما سأل أحد المتصفحين الإسرائيليين "كيف شعورك أن تكون شعبيا في الولايات المتحدة أكثر من جوني دوف ولكن أقل شعبية من باراك أوباما؟".. في سياق ما نُشر حول أن نتنياهو قد احتل المركز العاشر في قائمة الأشخاص الأكثر إثارة للإعجاب في أمريكا وحاول آخر إيقاف الضحكات: "لا، أرجوكم، يكفي، الآن سؤال جاد: هل تؤمن بوحيد القرن الخرافي؟".

مصريون وسعوديون
وقال المتحدث باسم حكومة الاحتلال، أوفير جندلمان، إن الدردشة التي أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس عبر تويتر كانت ناجحة جدا.

وأضاف جندلمان، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "مغردون من كل أنحاء العالم العربي أرسلوا أسئلتهم، حيث وصلت أغلبية الأسئلة من مغردين مصريين وسعوديين.

ونوه إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي رد على أربع من تلك الأسئلة متطرقا إلى رغبة إسرائيل بدفع عملية السلام والموقف الإسرائيلي من مبادرة السلام العربية.

انحياز لإسرائيل
وينحاز موقعي "تويتر" و"فيس بوك" بشكل واضح لإسرائيل من خلال كبح عناصر المقاومة الفلسطينية، خاصة بعد أن أغلقت حسابات لعدد من الفلسطينيين المناهضين لإسرائيل من ضمنهم عناصر تابعة لحركة حماس.

ومن جهة أخرى تستعين إسرائيل بمواقع التواصل لتجميل وجهها القبيح ولخدمة رؤى الاحتلال خاصة من خلال الحسابات الإسرائيلية الناطقة باللغة العربية وأبرزها حساب المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، ومتحدث حكومة إسرائيل، أوفير جندلمان، والناطقة باسم الجيش، لوبا السمري، وصفحات مثل "إسرائيل في مصر"، "إسرائيل في الأردن" وغيرها.

وتحاول تلك الصفحات إظهار إسرائيل بثوب البراءة وشيطنة المقاومة الفلسطينية.

أرض خصبة
إلى ذلك تعد شبكات التواصل أرضًا خصبة لاستقطاب العملاء من الدول العربية، وسبق أن تحدث الجنرال في الاحتياط الإسرائيلي عاموس يدلين، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" عن اختراق الجهاز الذي كان يرأسه لعدد من الدول العربية من أبرزها مصر وتونس المغرب والعراق والسودان واليمن ولبنان وإيران وليبيا وفلسطين وسوريا.
الجريدة الرسمية