رئيس التحرير
عصام كامل

نتنياهو «فنجري بق».. رئيس وزراء الاحتلال يهذي بتهديدات ضد مصر ويتراجع في الحال.. يتوعد طهران دون تنفيذ شيء.. يرفض حل الدولتين خلال الانتخابات وينفي بعدها.. وشعبه يصفه بالكذاب ومشوه التاريخ

رئيس الوزراء الإسرائيلي،
رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو

الكذب والتدليس سمة من سمات الشخصية الصهيونية، أما حين يتعلق الأمر بكبيرهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تجد أنه منبع الكذب والتضليل، يبحث عن تحقيق مكاسب شخصية تظهره أمام شعبه أنه سابق عصره وأوانه، ليغطي على فشله الذريع في السياسة، أطلق تصريحات عنترية هنا وهناك وبالتدقيق فيها يتضح أنه كذاب و"فنجري بق".


السفارة بالقاهرة
تصريحات نتنياهو التي أدلى بها أمس حول تهديد دولة الاحتلال لمصر بإرسال قوات عسكرية إلى القاهرة لإنقاذ أفراد البعثة الدبلوماسية وقت اقتحام السفارة من قبل متظاهرين، احتجاجًا على مقتل جنود مصريين على الحدود، والتي تراجع عنها في الحال، تثبت أنه بالفعل ""فنجري بق".

ونشر مكتب نتنياهو، توضيحًا لتصريحات مستفزة لـ"نتنياهو" جاء فيه: "إن السياسة الإسرائيلية تقضي بحماية المواطنين الذين يتعرضون للتهديد أينما كانوا وفي الحالة المذكورة –سفارة الاحتلال بالقاهرة- كانت النية القيام بعملية منسقة وليس عملية أحادية الجانب".

مضيفًا، "يسرنا أنه لم تكن هناك حاجة لذلك ونشكر الجيش المصري الذي تعامل مع الأزمة بشكل يتحلى بالمسئولية وحل المشكلة".

مشددًا في نهاية البيان التوضيحي، أن نتنياهو يثمن كثيرًا العلاقات مع مصر ومعاهدة السلام معها تعتبر عنصرًا مهمًا في استقرار المنطقة.

وزعم رئيس وزراء دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو اليوم الثلاثاء، أن بلاده كانت قد هددت مصر بإرسال قوات عسكرية لإنقاذ البعثة الدبلوماسية عام 2011، عقب حصار متظاهرين لمقر سفارة الاحتلال بكورنيش الجيزة.

يفبرك الحقائق
إثر ذلك تعرض نتنياهو للهجوم من داخل إسرائيل، هاجم الصحفي الإسرائيلي، رامي يتسهار، تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بشأن القاهرة قائلاً: إن نتنياهو يخترع مجددًا معطيات ويفبرك الحقائق ويشوه التاريخ وكل ذلك من أجل التباهي بنجاحات لم يحققها.

وسخر يتسهار في تقرير نشر بموقع "عنيان ميركازي" من نتنياهو على خلفية هذه التصريحات، موضحًا أن رئيس وزراء الاحتلال قال إن التهديد العسكري جعل القوات المصرية التي كانت تحت حكم الإخوان تنهي الحادث بنجاح.

وأوضح الصحفي الإسرائيلي، أن المشكلة تكمن في أن تلك الفترة لم تكن جماعة الإخوان هي من يحكم مصر، بل المشير طنطاوي، مما يؤكد أن نتنياهو كذاب.

ومن جانبه علق مراسل إذاعة صوت إسرائيل، شمعون أران، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، أن نتنياهو لم يتحدث عن أي عمل عسكري خلال هذه الفترة، وأن المشير طنطاوي لم يرد على اتصالات نتنياهو، والرئيس الأمريكي باراك أوباما هو من توجه بالطلب إلى طنطاوي الذي أرسل قوات خاصة لإجلاء موطفين السفارة حينها.

الملف النووي
وللملف النووي الإيراني دور أيضًا في إثبات أن نتنياهو كذاب ومنافق و"فنجري بق"، فدائمًا يطلق التهديد والوعيد ضد طهران دون أن ينفذ من تهديداته شيئًا.

حل الدولتين
وواقعة أخرى أثبتت أن نتنياهو ليس له كلمة، وهو تراجعه عن رفض حل الدولتين وذلك خلال فترة الانتخابات لكسب أصوات الناخبين.

وأطلق نتنياهو تصريحاته التي تعهد فيها بعدم وجود دولة فلسطينية في ولايته أمام المتشددين من مواطنيه خلال الانتخابات، حيث قال لهم ما كانوا يريدون سماعه لكي يلتفوا خلفه ويؤيدوه في الانتخابات.

وتراجع نتنياهو بعد تصريحات سريعة من مسئولين أمريكيين عقب ذلك قالوا فيها إن واشنطن ستتبنى منهجًا آخر في عملية السلام بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بالإضافة إلى تهديدات بعقوبات مشددة من الاتحاد الأوروبي على تل أبيب.

هتلر والحسيني
وأثبتت التعليقات التي خرجت على لسان الإسرائيليين أنهم يرون أن نتنياهو شخصية كذابة، ويبالغ في تصريحاته، وهذه ليست المرة الأولى، فسبق أن هاجمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في افتتاحيتها، تصريحات نتنياهو التي اتهم فيها الحاج أمين الحسيني بتحريض هتلر على ارتكاب المحرقة بحق اليهود.

وأشارت الصحيفة إلى أن ربط نتنياهو الفلسطينيين بالمحرقة يعيدنا إلى تسع سنوات من ولايته كرئيس وزراء، متسائلة كم من الأقوال التي صدرت عن نتنياهو في أثناء هذه السنين كانت صادقة؟

ووصفت ما صدر عن نتنياهو خلال لقائه بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بـ"الهذيان"، وطالبت الصحيفة المستشارة أن تؤكد أن مسئولية ألمانيا عن الكارثة لا تزال على حالها وأن الفلسطينيين ليس لهم أي ذنب.

وأضافت: "سلوكه في الفترة الأخيرة يشجع على إعادة التفكير في مستوى الغباء لديه".

وتساءلت الصحيفة: "كيف يحتمل أن يقع رجل ذكي في فخ كهذا، وبدلاً من إنقاذ نفسه بسرعة والاعتراف بخطئه، يواصل التورط حتى ذاك الحدث الذي لا يصدق في برلين".

تقرير مراقب الدولة
ووجد رئيس الحكومة الإسرائيلية نفسه وسط انتقادات، في أعقاب نشر تقرير مراقب دولة الاحتلال، يوسف شابيرا، عن حرب غزة 2014م والذي بيّن إخفاق حكومته في التعامل مع تهديد الأنفاق وإخفاء معلومات عن الجمهور، على عكس التصريحات العنترية التي يصدرها للجمهور للتباهي بإنجازات ضد المقاومة لا يوجد لها أساس.
الجريدة الرسمية