رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. أطفال مع وقف التنفيذ.. محمد ومصطفى يبيعون البلالين داخل حديقة الحيوان لتوفير مصاريف التعليم.. عبدالرحمن يساعد والده المريض.. و«سوكة» تباع ميكروباص يحلم أن يصبح ضابطا

فيتو

 «فرحة الأطفال الحلوى، وهؤلاء يبيعون فرحتهم»، هكذا وصف الأديب نجيب محفوظ حالات الكثير من الأطفال الذين لا نصيب لهم من الفرحة، وفي الوقت الذي يحارب فيه الكثير لإدخال أبنائه أرقى المدارس هناك أطفال يستغلون الإجازات للعمل حتى يحصل على نفقات تعليمهم.


 الفقر لم يكن عائقًا أمام النجاح، هكذا أظهر عدد من الأطفال الذين يقضون الإجازات الرسمية في العمل لتغطية مصروفات الدراسة أنهم متفوقون في الدراسة ويحلمون بمستقبل يحمل لهم الخير والفرح رغم تجاهل الدولة.

 محمد ومصطفى

الأخوان محمد ومصطفى، تراهما في كل الإجازات بحديقة الحيوانات، محمد 12 عامًا، ومصطفى 14 عامًا، يسكنون في الوراق، والدهما سائق ميكروباص، ووالدتهما ربة منزل، يستغلان أيام العطلات ويجمعان بعض الورد من الأشجار الموجودة بالشوارع ويشترون بعض البالونات ويذهبان إلى حديقة الحيوان، يخلعان ملابسهما خلف إحد الأشجار التي يتخذان منها مخزنًا لبضاعتهم ويلبسان ملابس العمل ويبدأان في بيع الورد والبالونات، وقبل إغلاق الحديقة يعودان إلى مخزنهما السري خلف الشجرة يضعان بها ما تبقى من بضاعتهما ويغيران ملابسهما ويغادران.

 «سوكة»

 أما سيد أو «سوكة» كما يحب أن يطلق عليه فهو محب للتصوير، وهو في الصف الأول الابتدائي يحب المدرسة جدًا ويتمنى أن يصبح ضابطًا مثل السيسي وينقذ مصر مثل سوبر مان وبات مان في حكايات الأطفال، على حد قوله.

 سيد يفرح جدًا بالإجازة ويعمل مع عمه صبي على الميكروباص، يجمع الأجرة وينادي على الزبائن، وأجره في اليوم 10 جنيهات، يعطي نصفها لأمه والباقي يشتري به الحلويات ويمارس هوايته المفضلة بالألعاب الإلكترونية.

 عبد الرحمن
 أما عبد الرحمن فعمله ضروري لأنه أكبر إخوته ويساعد والده المريض، ويقول: «أنا في الصف الخامس الابتدائي والحمد لله متفوق، ولي أختان صغيرتان، وكل يوم بعد المدرسة أعود إلى المنزل أغير ملابسي وأذهب لمساعدة أبي في تنظيف السمك للزبائن وكل واحد يعطيني جنيه على تنظيف كيلو السمك، وبعد المغرب بساعة أعود إلى المنزل بصحبة والدي أتناول العشاء وأذاكر دروسي، وفي يوم الإجازة أعمل من الصباح مع أبي».

 وأوضح أنه غير مجبر على العمل وقال: «أنا راجل أقف كتفًا في كتف مع بابا لأنه غلبان ومريض وأنا أخاف عليه إنه يتعب، أنا بحبه قوي قوي ونفسي أذاكر وأنجح وأطلع دكتور عشان أعالجه وآخد بالي منه».
الجريدة الرسمية