رئيس التحرير
عصام كامل

جمهورية عبد الغفار!!


الجماعة الصحفية مدينة بالاعتذار للشعب المصري لأنها صمتت على جرائم ضد الإنسانية.. جرائم ضد حق الحياة.. جرائم إبادة بالقتل لمجموعات بعينها.. نعم فقد أصدرت وزارة الداخلية أكثر من بيان أعلنت فيه أنها قامت بـ "تصفية" من وصفتهم بالمجرمين أو المنتمين لتشكيلات عصابية أو جماعات إرهابية أو اشتركت في اغتيال رجال أمن.. هكذا مضى علينا جميعًا مصطلح التصفية ولم نتوقف أمامه كثيرًا.

صمتنا فكان ثمن صمتنا اقتحام بيت الحرية وملاذ المظلومين لأول مرة في التاريخ الذي بدأ قبل ٧٥ عامًا.. لم يقتحم الإنجليز نقابتنا ولم يقتحم الملك فاروق نقابتنا ولم يقتحم ثوار يوليو نقابتنا ولم يقتحم مبارك نقابتنا ولم يقتحم مرسي نقابتنا.. لم يجرؤ حتى النظام الاستعماري أن يقتحم بيت الكلمة وقلعة الحريات ولم يستطع أي نظام أن يفعل ما فعله نظام وزارة الداخلية الجديد.. نظام "جمهورية عبد الغفار" !!

قلنا ولا نزال نكرر إن نظام الأجهزة الأمنية الجديد لن يفلح في حماية البلاد.. وقلنا ولا نزال نقول إن نظام العسس والاقتحام والتنصت والقبض والتصفية والقتل والحبس لن يكون بديلا لما بعد ثورتين وقلنا ولا نزال نكرر أن نظامًا يحتمى بالمعتقل ووأد الكلمة واقتحام بيتها وتلويث دارها لن يعيش طويلا وقلنا ولا نزال نكرر إن أجهزة أمن النظام ستكون سببًا في انهيار شعبية النظام ومن ثم سقوطه وسقوطه خطر كبير على الجميع.

قلنا إن الجرائم الممنهجة ضد المواطن ومطاردة الناس وإعلان الحرب عليهم وتأديبهم لأنهم خرجوا في ٢٥ يناير ضد غطرسة القوة وجبروت الداخلية لن يفيد.. لا يمكن حبس شعب أو قهر أمة.. لا يمكن لأي قوة على وجه الأرض أن تقف ضد إرادة شعب. 

ولأننا صمتنا على جرائم الفاسدين وسكتنا على دماء زكية سالت فإننا اليوم ندفع ثمن هذا الصمت المخزى.. وإذا صمت الرئيس فإنه بذلك سيخسر واحدًا من أسلحته ضد الإرهاب وضد المؤامرات.. إن صمت الرئيس على تنامي جمهورية عبد الغفار للأسف الشديد لا يصب في مصلحة الاستقرار.. البيوت تغلى في قرى مصر ونجوعها وفوق كل البيوت بيت الكلمة.
الجريدة الرسمية