رئيس التحرير
عصام كامل

«العائدون من داعش» يروون تفاصيل رحلة الموت.. «زاهد»: تعرضت للأسر 8 مرات في سوريا..اختطاف «آدم» بسبب «تسريحة شعره».. 150 طفلا يتعرضون لغسيل الدماغ يوميًا.. و

فيتو

أيام وشهور وصفوها بأنها الأسوأ في عمرهم، دخلوا أراضيه بمحض إرادتهم وهربوا من براثن تنظيم "داعش" بكامل قواتهم عقولهم، بعد تعرضهم للضرب والاغتصاب والإجبار على ممارسة عمليات القتل... إنهم العائدين من داعش، الذين تسلط «فيتو» الضوء على قصصهم، بعد خروجهم من جحيم التنظيم الإرهابى، في السطور التالية.


قتل بالسكاكين
هربت امرأة تدعى «مها» إلى أوروبا مع طفليهما الصغيرين، بعد دخول «داعش» مدينة كوباني، والتي ذبح فيها المواطنين بالسكاكين، وقالت: إن عشرات الجثث انتشرت في الشوارع وتعرضوا للنهب.

وكشفت مها- مدرسة لغة عربية- أنها كانت تحتفظ بصور الأطفال الموتى في مذابح "داعش" على هاتفها، لذا قررت الهروب مع زوجها وأطفالها إلى أوروبا مهما كان الثمن.

تسريحة الشعر
قال محمد زهاد، 17 عامًا، الذي هرب إلى مخيم بريسيفوا في صربيا: إنه تعرض للأسر ثماني مرات، قبل مغادرة سوريا، خوفًا من أن يقتله تنظيم "داعش" الإرهابي.

وروى زهاد لصحيفة "إكسبرس" البريطانية: "احتجزني داعش بسبب تسريحة شعري، إذ لم تعجبهم، يمسكونك من شعرك، ويرجعون رأسك للخلف، ويمررون سكينًا على رقبتك"، مضيفا أنهم طلبوا منه عدم حلاقة شعره، وأن يصلي ويترك التدخين، رغم أنهم كانوا يدخنون.
وأوضح أن التنظيم كثيرًا ما يطلق سراح الشباب الصغار، في محاولة للترويج لمقاتليه على أنهم شرطة شرعية في مناطق سيطرتهم.

حرق «الكساسبة»
كما روى «أبو علي» ( 38 عامًا) من الأردن، الجحيم الذي رآه في تنظيم "داعش" لمدة أربعة شهور وقصة هروبه بعد أن اضطر لمشاهدة الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، الذي أحرق حيا.

وقال: «في صباح أحد الأيام في منتصف يناير عام 2015، وقفت على الجانب التركي من قلعة أقجة الحدودية مع سوريا، واقترب مني أحد عمال النظافة يرتدي بذلة زرقاء، وكنت أريد أن أعبر إلى الجانب الآخر، فسألته ماذا أفعل، فطلب 75 ليرة تركية، وأشار إلى وجود ثقب صغير في الجدار، وليس بعيدا من البوابة الرئيسية"، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية».

تلال ترابية
وأوضح أنه دفع المبلغ وبعد أن سار قليلًا وجد التلال الترابية في شمال سوريا، وبدأ ظهور معسكرات تنظيم "داعش"، فقال له:"ماذا عن الحراس؟ فرد: "لا توجد مشكلة".
ومشى أبو على نحو ثقب في الباب، وانحنى ومر من خلال الثقب، وبعد ساعة أو نحو ذلك، ظهرت سيارة، وقادته إلى منزل كبير مزود بحديقة، يضم عددا من الأمريكيين، الإنجليزيين، الفرنسيين، ومن بلدان أخرى.

وفي إحدى الدورات التدريبية، قام الأمير المسئول عن المنزل بتشغيل فيديو لرجل عربي في بدلة برتقالية اللون في قفص، واندلعت النيران في جسده وكان هذا الرجل هو الكساسبة، وقال المشرف عليهم: إن إعدامه كان قصاصا عادلا بموجب القانون الإسلامي، واستمع الرجال في صمت، وركز الجميع مع أبو على لأنه كان الأردني الوحيد، ولكن الرعب الذي شاهده في الفيديو ظهر على وجهه.
وأوضح أن هذا بوضوح كان نوعا من اختبار الولاء، ولكن اللقطات التي شاهدها سببت له إعياء، وظل يقول في نفسه:" يا رب ساعدني"، إلى أن تمكن من الهرب.

الاكتئاب والعزلة
ويتعرض الأطفال الهاربين من قبضة "داعش" للاكتئاب النفسي والعزلة، بعد معاناتهم من أبشع أنواع التعذيب والعنف لإجبارهم على اتباع أفكار التنظيم المتشددة، المتمثلة في كراهية غير المسلمين والاستعداد للموت في واحدة من معارك الخلافة المزعومة.

وأجرت صحيفة ديلي ميل" البريطانية مقابلة مع الطفل الإيزيدي «آدم»، بشأن قصته في كنف داعش، وكيف أجبر على دراسة ملفات الفيديو لقطع الرءوس كي يتعلم ويصبح جلادًا هو ذاته، والتي يصفها بأكثر الأمور مرعبة في الحياة.

وقال «آدم»: إن التنظيم علمه الضرب والقتل وقطع الرءوس لغير المسلمين ولأي شخص لا يتبع القرآن، كما أجبروهم على ترديد: أنا أحارب لأجل داعش ولأجل الشيخ البغدادي".
وكان «آدم» واحدًا من بين 150 طفلًا تعرضوا لغسيل الدماغ على كراهية غير المسلمين والاستعداد للموت، ودربوا على إطلاق النار ببندقية الكلاشينكوف وقطع رءوس الكفار.



الجريدة الرسمية