جدل بين خبراء «التعليم» حول انتداب محققين للجان الثانوية العامة لمنع الغش.. «مغيث»: الوزارة تحاول الهروب من المشكلات.. يجب الاعتماد على البحث والتفكير وليس الحفظ والتلقين.. و«
في ظل محاولات وزارة التربية والتعليم باتخاذ الإجراءات المناسبة لضبط منظومة امتحانات الثانوية العامة، والتي تنطلق 5 يونيو المقبل، أصدرت الوزارة لأول مرة قرارا بانتداب أعضاء من الشئون القانونية بلجان امتحانات الثانوية العامة هذا العام في محاولة منها لمنع الغش.
وتعتمد مهمة العضو بالشئون القانونية على التحقيق في أي مخالفة تحدث داخل لجنة الامتحانات بشكل فوري وسريع، خاصة المشكلات المتعلقة بمحاولات الغش الإلكتروني من قبل بعض الطلاب.
تشديد الإجراءات القانونية
وقال كمال مغيث، الخبير التعليمي، إن هذا القرار يعتبر محاولة للتهرب من المشكلات الحقيقية للتعليم في مصر بمزيد من الإجراءات القانونية، مشيرًا إلى أن هناك أسبابا موضوعية وراء ظاهرة الغش في المدارس، أبرزها ازدحام المدارس بالطلاب، وتجاهل الامتحانات للتعامل مع القدرات العقلية والتركز على الحفظ والتذكر.
وأضاف: «لعلاج ظاهرة الغش لا بد من النظر للظروف الموضوعية، لأننا دولة عاجزة لا تبذل جهدا ولكن تكتفي بتشديد الإجراءات القانونية فقط، ولا أجد مبرر للدفع بأعضاء من الشئون القانونية باللجان لمتابعة سير امتحانات الثانونية العامة، في الوقت الذي يقوم فيه هذا العضو بالتحقيق فقط في واقعة الغش، وهو دور يقوم به الملاحظ في العموم وبعدها يرفع مذكرة لديوان الوزارة».
وتابع: «لدينا 5 آلاف لجنة امتحانات فهل لدينا 5 آلاف محقق وعضو من الشئون القانونية؟!».
وأوضح أن عقوبة الغش بالسجن لمدة عام وغرامة ٥٠ ألف جنيــه التي حددتها الوزارة، بحاجة إلى قانون لإقرارها والموافقة عليه من البرلمان وهو ما لم يحدث، وبالتالي ستظل العقوبات الإدارية والمتمثلة في الحرمان من الوقت الكافي في الامتحان، ثم الحرمان من الامتحان كله، ثم الفصل عام ويليه الفصل عامين كما هي، مؤكدًا أنه لم يكن إلا مجرد شكل من الأشكال التي أثارت الهلع والرعب في نفوس الطلاب.
لم يأتِ بجديد
وعلى الجانب الآخر قال سالم الرفاعي الخبير التعليمي: «هذا القرار لم يأت بجديد فبالفعل يوجد داخل اللجان مدير لجنة ورئيس للجنة والملاحظ ومسئولين عن التحقيق في وقائع الغش ورفعها للجنة العامة للثانوية العامة، ولكن في ظل التطور التكنولوجي وانتشار النت والموبيلات فهذه وسيلة للحد منها، ونوع من أنواع الانضباط».
وأكد أنه سيكون شخص لا يعرفه أحد، بعيد عن استغلال نفوذه للهيمنة على الطلاب، يعي مهامه جيدًا، فهو طريق مباشر للتخلص من المحسوبية المتنشرة في اللجان لغش الطلاب، بغض النظر عن الدور الذي يقوم به الملاحظ.
الطالب المتفوق
وعن تأثير ذلك على الطالب الممتحن قال الرفاعي: «الطلاب نوعان وهما طالب مميز وسيكون من أكبر المؤيدين لذلك؛ لأنه يساعده على توفير المناخ المناسب له لأداء الامتحانات، كما أنه من المفضلين للعمل في إطار القانون».
وقال: «على الجانب الآخر نجد الطالب غير المميز، والذي يبحث عن كل سبل الغش هو المعارض الوحيد من القرار».