رئيس التحرير
عصام كامل

رؤيتهم قاصرة على كراسي السلطة!


أجهزة المناعة في مجتمعنا وأقصد هنا نخبته وإعلامه ومجتمعه المدني وأحزابه في حالة كسل أو في وادٍ آخر؛ فلا النخبة تحمل هموم المواطن البسيط، ولا أولوياتها هي أولوياته، ولا معركة الوطن هي معركتها.. وتراها تخوض في سفاسف الأمور وتغرق فيما لا يفيد السواد الأعظم من هذا الشعب.. فهل وجدناهم مثلًا يعقدون منتديات أو مؤتمرات أو يشكلون كيانات تتبنى مثلًا حلًا لأزمة كسد النهضة أو مواجهة ندرة المياه حتى تشكل ظهيرًا نخبويًا وشعبيًا للدولة.. أو قاموا بطرح حلول لأزمة الدولار وصعوده غير المبرر وسحقه الجنيه المصري، أو طرحوا بداية جادة وعملية لإصلاح التعليم أو الصحة أو تدوير القمامة.. أم أن الرؤية قاصرة ومقصورة على كراسي السلطة فلا يرون غيرها ولا يردون على دعوات مشبوهة للمصالحة مع الإخوان تتحرك على أنغام الخارج ووفق أجنداته وأهدافه لإعادة البلاد إلى مستنقع الفوضى والصراع من جديد.


أين الصالح العام وأولويات الوطن فيما يتبناه الإعلام والنخبة من قضايا؟ دلوني على برنامج توك شو واحد ـ إلا ما رحم ربي ـ تبنى خطًا تنمويًا هادفًا أو برنامج طموحًا لإصلاح ملف واحد من الملفات المتعثرة -وما أكثرها- ليكون ظهيرًا للحكومة، وناقدًا لأدائها، وكاشفًا للدور السلبي الذي يؤديه بعض رجال الأعمال الذين تنصلوا من المسئولية الاجتماعية وتلكأوا في تقديم الدعم المطلوب للدولة في أوقات الشدة..؟!

للأسف ما نراه اليوم هو أن إرادة المتآمرين اتحدت ضد مصر من عناصر خائنة في الداخل وقوى طامعة في الخارج.. الكل يعمل على قدم وساق لإرهاق الدولة، وإرهاب الشعب، وعزله عن قيادته، وإشاعة الإحباط واليأس في نفوسه.. وزادت تلك الحمى بعد إتمام الاستحقاق الثالث بانتخاب البرلمان واندحار الإرهاب في سيناء ومضى المشروعات الكبرى صوب التنفيذ والإنجاز.. وفي المقابل تطوع بعض نخبتنا ومؤسسات مجتمعنا المدني بتقديم ذرائع استغلتها دول أجنبية ومنظمات خارجية للنيل من مصر وتشويهها وإهالة التراب على إنجازاتها والتشكيك في أحكام قضائها النزيه لا سيما فيما يخص أحكام الإعدام ضد الإخوان..

وبدلًا من دعم الدولة في حربها للإرهاب وتفنيد حملات الأكاذيب التي تتبناها منظمات دولية مدعومة من تنظيم الإخوان الدولي ووسائل إعلام أجنبية مناهضة لمصر بعد 30 يونيو.. وهو ما تجلى واضحًا في بيان البرلمان الأوروبي الذي سبقه بيان مماثل من برلمان ألمانيا وهما اللذان استقيا معلوماتهما وأحكامهما مما تروجه قنوات الشر من أباطيل وشائعات لأهداف سياسية تبغي إعادة دمج الجماعة الإرهابية في العملية السياسية، وهو ما نص عليه البرلمان الأوروبي صراحة.. دون مراعاة لإرادة الشعب المصري وخياراته الواضحة في 30 يونيو.
ويبقى السؤال أخيرًا: متى تفوق أجهزة المناعة في مجتمعنا المصري من غيبوبتها ؟!
Alyhashem51253@gmail.com
الجريدة الرسمية