رفاق.. يتآمرون على الرئيس
كتبت أربع مرات أطالب فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي بألا يرتجل، وكتبت ثلاث مرات عن هؤلاء الذين يخططون لإسقاط السيسي، غير أن الرئيس لا يزال يرتجل، والمتآمرون عليه يتزايدون يومًا بعد يوم.. ما زلت أؤمن أن مؤامرات الإخوان ضد الرئيس هي الوحيدة التي تثبت أقدامه، وتدفع الناس إلى الإيمان به، والتمسك به أكثر، والإصرار على استكماله فترته الرئاسية دون نقصان.
أما المتآمرون على السيسي ويمثلون خطرًا كبيرًا، فهم من الفئات الأكثر قربًا إليه.. هم هؤلاء الذين يصفقون له ليل نهار دون أن يقولوا له كلمة حق تحميه من نفسه، ومن المنافقين.. المنافقون هم الفئة الأخطر على الرئيس، أما الفئة الثانية من طبقات المتآمرين عليه، فهم هؤلاء الذين يحيطون به من باب أهل الثقة، مع استبعاد أهل الخبرة.. هناك من يحيطون بالرئيس انطلاقًا من ثقته بهم ليس إلا، وهؤلاء خطر كبير على تجربته؛ لأنهم ينظرون ماذا يريد الرئيس ولا ينظرون ماذا يفيد الرئيس؟!
من هؤلاء من لم ينبهه بألا يرتجل، وأن يلتزم فكرة الخطاب المكتوب، خاصة أن المرة الوحيدة التي التزم بها هذا النسق يوم خطابه أمام مجلس النواب، وهو الخطاب الأكثر دقة وانضباطًا، أما ما دون ذلك فإن الارتجال يحمل الرئيس أكثر مما يتحمل.. ومن بين هؤلاء الذين يتآمرون عليه من لم يشر إلى سيادته في خطابه الأخير لينتهى منه، خاصة بعد أن خرج الرجل عن المألوف في خطاب موجه من رئيس أكبر دولة في محيطها إلى شبابها، أضف إلى هذه الفئة من رأى إذاعة الخطاب على الهواء مباشرة.
يبقى أن نؤكد أن الخطر على تجربة السيسي لن يكون من طرف الإخوان، ولا التيارات الإرهابية، بقدر ما هو من المحيطين به، والذين لا يعرفون «أن من النفاق ما قتل»، خاصة عندما يكون نفاقًا بجهل، يضيف أعباءً إلى الرئيس أضعاف الأعباء التي يتحملها بحكم الموقف التاريخي، والظرف الزمنى المحيط به.
الرئيس بحاجة إلى فريق عمل من الخبراء.. الرئيس بحاجة إلى من يقول له أين المجالس التي شكلتها؟! أين خبراء مصر وعلماؤها؟! أين مفكروها وسياسيوها.. أين هؤلاء من فريق عملك الذي خاض التجربة وفشل مرات ومرات وحملك ما لا يجب أن تحتمل؟!
هذا الفريق هو المسئول عن بعض نقاط الضعف الشكلية، والتي يستفيد منها أعداء التجربة..!!
سيادة الرئيس.. صاحب من تشاء، واستشر من يشاء قدره ومقدرته.. قرب من تشاء، واسأل من يملك العلم والخبرة، ثق فيمن يملك جزءا من الحقيقة ولا تثق في «العِشرة» فقط.. أصحاب الخبرة، وأهل العلم، ومن يملكون الحقيقة.. سيقولون لك افعل ولا تفعل.. سيقولون لك إن الأوطان لا تبنى برسالة تليفون.. سينبئونك بأن الارتجال يخصم من رصيدك، وأن من الكياسة والحكمة والفطنة أن تتخلص من أعباء تحيط بك ولا تضيف إليك.. سيعلنون لك أن الشعب يساندك ضد الأعداء، ولكنه لا يقوى على مواجهة المنافقين.. المنافقون يا سيادة الرئيس أخطر من كل الجيوش؛ لأنهم للأسف الشديد يقفون بين رجالك.