تأملات حول شخصية يونان النبى والمدينة العظيمة
من هو يونان النبى؟
هو لفظ سريانى مشتق من الاسم العبرى يونة، ومعناه حمامة من سبط زبولون " يش 10:19-16 "..عاش مايقرب عن مائة عام وتنيح يوم 25 توت سنة 900 ق.م. وهو من قرية جت على بعد ثلاثة أميال من الناصرة في الجليل، وهذا هو الأمر الذي نسيه قادة اليهود أيام المسيح، إذ قالوا إنه "لم يقم نبى في مدينة الجليل" ولكنه كان يونان وأيضًا ناحوم وملاخى من الجليل.
أين ومتى وبما تنبأ يونان النبى؟
تنبأ في أيام يربعان الثانى ملك السامرة الثالث عشر من ملوك إسرائيل، عندما كان عاموس مزهرًا في خدمته أو مثل هذا الوقت، وبعد موت إليشع النبى الذي مات في عهد يهواش بن يهو آخاذ ملك السامرة الثانى عشر عندما كان حزائيل يتمم نبؤات إليشع بقساوته على إسرائيل "2 مل 12:8".
تنبأ برد حدود السامرة إلى مدخل حمأة شمالًا وإلى بحر العربة وخليج العقبة جنوبًا..تنبأ عن إنقاذ بنى إسرائيل من ظلم الأراميين.
وكانت نبوءته لها الطابع الوطنى والأدبى والأخلأقى مثل نبوءة عاموس وهوشع، وهذا النوع من النبوءات يلاقى رضا من الشعب العبرانى.
ماهو السفر الذي يبين أن شخصية يونان النبى شخصية تاريخية؟
سفر الملوك الثانى"2مل 25: 14" وهذه الشخصية قد أثنت الرب يسوع هذا في أناجيل متى " 12: 39-41 " ولو "29:11-30".
كما كان يونان النبى في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال "مت 40:12" و" لو 30:11"
رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل، ويدينونه لأنهم تابوا بمناداة يونان النبى، وهوذا أعظم من يونان ههنا، لذا نؤكد أنه شخصية حقيقية وليست خيالًا.
وتذكر بعض المستندات اليهودية أن يونان النبى هو أبن أرملة صرفة صيدا الذي أقامه إيليا النبى من الموت " امل 22:17-23 "0
لماذا يعصى يونان أمر الرب؟
هل بسبب الخوف؟
الإجابة طبعًا لا إنه شجاع، وهذا من حياته، وعمله.
هل إكرامًا لشرف شخصيته كنبي؟
الإجابة لا، لأن النبى إكرامه هو خلاص البشر من الخطية.. ولكن السبب الأول أنه لم يشترك بعواطفه في هذه الإرسالية الأجنبية، والسبب الثانى لأن نينوى عاصمة آشور.. العدو الأعظم لإسرائيل، وكان يرغب في أن يتركوهم في خطاياهم ليهلكوا، وقال في ذاته إن ذهابى سيؤدى بهم إلى الخلاص وهذا ما أراد يونان النبى أن يتجنبه.
ماهى عوامل نجاح يونان النبى العظيم في خدمته؟
الاستمرارية ص1 وصار قول الرب... وهذا يعنى استمرارية وليس بداية لخدمته.
ثمار ناجحة ص2 كان نبيًا ناجحًا لأنه بمناداته تاب أهل مدينة نينوى"فآمن أهل نينوى بالله".
ثقة إلهية ص3 لأنه كان واثقًا في عمله فكلفه الرب مرة ثانية بالذهاب إلى مدينة نينوى، ثم صار قول الرب إلى يونان ثانية.. ع1
"ثم اذهب إلى نينوى المدينة العظيمة، وناد لها المناداة التي أنا مكلمك بها"ع2
فقام يونان النبى وذهب إلى نينوى بحسب قول الرب" ع3
فابتدأ يونان يدخل المدينة مسيرة يوم واحد ونادي وقال بعد أربعين يومًا تنقلب نينوى ع4
وهنا نرى.. أن الله يكلفه مرة أخرى لأنه نبى ناجح وعظيم ويستجيب النبى لثقة الله فيه..ويقوم ويذهب ويتكلم ويتوب الشعب وأعظم دليل على نجاح خدمته تمسك الله به ولم يستبدله بنبى آخر في هذه المهمة لأن الله كان يرى أنه لايصلح لمدينة نينوى غير يونان النبى.
وقد يرى.. بعض الناس أن فلانًا لايصلح لخدمة معينة في حقل الرب..ولكن الله يقول عنه إنه لايصلح لهذه الخدمة إلا هو.. لأن الله عارف كل إنسان من هو.. كما إختار داود راعى الغنم والصغير بين أخوته فمسحه ملكًا عوضًا عن شاول الملك وقال لصموئيل النبى إن الإنسان ينظر إلى العينين والرب ينظر إلى القلب.
نتيجة العصيان:
دفع يونان النبى نتيجة وثمن عصيانه وهكذا كل من يخالف الوصية يدفع ثمن مخالفته لها" ع3
"ذهب يونان لترشيش هروبًا من وجه الرب.. "
أرسل الرب ريحًا شديدًا إلى البحر فحدث نوء عظيم في البحر حتى كادت السفينه تنكسر" ع4
خوف الملاحين وطرح الأمتعة في البحر بالإضافة إلى هروب يونان إلى قاع السفينة والنوم نومًا ثقيلًا " ع5
تحقيق رئيس النوتية والملاحين مع يونان " ع 6-9
خوف رجال السفينة من اللة الهارب منه يونان "ع10
حاولوا النجاة بدون طرح يونان " ع 13
صرخوا لله ليكونوا أبرياء من دم يونان " ع14
صلاة يونان النبى:
هي صلاة الضيقة العظيمة والمكان الغريب التي كان في جوف الحوت ص2
ونتيجة الصلاة.. ع2 " دعوت فاستجابنى.. صرخت فسمعت صوتى.. أصعت من الوحدة حياتى أيها الرب إلهى ( عتاب ).
ومن مكونات الصلاة ع4
" ولكنى أعود أنظر إلى هيكل قدسك ( رجوع لله ) "
ع7.. جاءت إليك صلاتى....؟ ( ضيقة وتجربة )
ع8.. الذين يراعون الأباطيل الكاذبة يتركون نعمتهم.
ع9.. أما أنا بصوت الحمد ( شكر ).. أذبح لك ( ذبيحة ).. وأوفى بما نزرته ( نذور).
اعتراف نهائى.. قال يونان النبى في نهاية صلاته في جوف الحوت: للرب الخلاص " أي ليس بأحد غيره الخلاص.. لاأسم آخر تحت السماء وفوق الأرض به ينبغى الخلاص إلا اسم يسوع المسيح.
الخلاصة في قصة يونان النبى:
لم يذكرها فقط سفره في الكتاب المقدس ولكنها في سجل ملوك بنى إسرائيل، فنجدها في سفر ملوك ثانى كما ذكرنا في مقدمة المقال يعلن اسمه واسم ابيه ومكان أقامته بل اسم ملك المدينة الذي كان يعيش فيها ويحكمها في ذلك الحين.. بل نجد ذكرها في العهد الجديد أيضًا على لسان السيد المسيح له المجد يقول:
"جيل شرير وفاسق يطلب آية ولاتعطى له آية إلا آية يونان النبى.. وفى إنجيل متى 12 يؤكد حقيقة دخوله إلى جوف الحوت.. ومدينة نينوى المدينة العظيمة كانت في القديم عاصمة الامبراطرية الاشورية."العراق"..
كانت هذه الإمبراطورية أعظم بلاد العالم في ذلك الوقت مثل الولايات المتحدة الأمريكية الآن، وبها اثنى عشرة ربوة " 12 ألفا لايعرفون شمالهم من يمنهم... وصفات هذه المدينة التي تغضب الرب ذكرت في سفر ناحوم بالعهد القديم، ومن هذه الصفات أنها تأمرت على الله، وكانت مدينة الزنا والسرقة والوحشية...الخ وهذه مدينة تقع على نهر دجلة، ومساحتها 5 كيلو مترات في 2 كيلو متر تقريبًا.. وأصعب ما رأته هذه المدينة الفيضان حتى جاء القرن التاسع عشر فاندثرت هذه المدينة، وظل الباحثون ينقبون على الآثار التي كانت فيها، حيث وجدوا مكتبة كبيرة تحكى تاريخها..
وللأسف كان شعب نينوى قاسيا وفظيعا وقبيحا لأنه تآمر على الرب، ولكنه تاب بمناداة هذا القديس العظيم يونان النبى.. وهنا نجد النبى العظيم يرمز إلى السيد المسيح له المجد في قيامته بقذفه من بطن الحوت، وما كتبه الباحثون في عالم البحار والأسماك، أن الحوت ممكن يصل إلى 10 أطنان أو أكثر وطوله يصل إلى 30 مترن ويقولون إن هذا الحوت يأكل في اليوم أكثر من 4 طن.. وكلمة الحوت باللغة العبراية تعنى سمكة كبيرة.. ونجد في هذه القصة 7 أشياء طبيعية اطاعوا الرب وهى:-
الرياح، العواصف، الشمس، اليقطينة، الدودة، يونان، أهل نينوى، ملك المدينة.
واختم مقالى.. عن هذه المدينة العظيمة التي صارت مثلًا رائعًا وحيًا عن التوبة الصادقة الأمينة هي وملكها أو حكمها الذي لبس المسوح بعد أن خلع الرداء الملوكى ولبس المسوح وجلس على الرماد.. لكى نحن أيضًا نخلع إرادتنا البشرية ونلبس إرادته الإلهية المملوكية، لكى يهبنا الإنسان الجديد على صورته.. وكان سلاحها الوحيد في الخلاص"الصلاة والصوم" حتى أقامها من المزبلة لتجلس مع السمائيين..وهي أسلحة التوبة التي تعين الخطاة.. ليتنا يارب ننتهز كل فرصة تعطيها لنا لنندم على خطايانا ونتركها ولانعود إليها مرة أخرى. فننال منك الغفران والعفو والرحمة. لأنك أنت وعدتنا على فم نبيك أبو الحكمة سليمان قائلًا "من يكتم خطاياه لاينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم".