رئيس التحرير
عصام كامل

الحكومة العاجزة.. ومرفق الغلابة !!


لماذا لا تفكر هذه الحكومة في طرح بدائل ووضع استراتيجيات وأهداف علمية معلنة لحل الأزمات المزمنة المستعصية دون إسراف في وعود أو إخفاء للحقائق.. وإلى متى تظل الحكومة تلو الحكومة غارقة في مشكلات يومية بلا نهاية وتترك المواطن لعنائه.. ألا تدرك أن الدولة تخلت منذ سنوات عن مواطني الأقاليم ولم توفر لهم وسائل نقل آدمية آمنة وفقًا لأحدث تقارير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.. أين مسئولية الحكومة في رفع المعاناة عن المواطن وتمكينه من أبسط حقوقه المعيشية.. السكن والتنقل والصحة والتعليم.. لماذا تغرق في تصريحات جدلية حول هوامش لا تسمن ولا تغني من جوع ؟!


ألا تدرك الحكومة أن الناس لا تقتنع إلا بما يتحقق في حياتها من تحسن معيشي يخفف عنهم المعاناة ويرفع عن كاهلهم الأعباء.

كم رجوت أن يعقد مجلس الوزراء جلسة خاصة لبحث أزمة السكة الحديد بعد تصريحات وزيرها المثيرة للبلبلة والجدل.. تارة عن رفع تذكرة المترو.. وأخرى عن إسناد السكة الحديد لشركة أجنبية.. وماذا يتبقى بعدها للوزارة من مسئوليات ومهام.. وما الداعي لوجودها أساسًا إذا كانت مهمة إنشاء الطرق والكباري تتولاها القوات المسلحة بكفاءة واقتدار.. والسكة الحديد ينوي الوزير تركها للأجانب.. ولماذا لا يجرى إسناد ملف إصلاحها للقوات المسلحة بديًلا عن الأجانب؟!

وكم رجوت أن يفعل هذا المجلس الأمر ذاته مع أزمات أخرى كالتعليم والصحة والبحث العلمي ومستقبل المياه.. لماذا يأخذ كما تفعل كل حكومات العالم المتقدم بأسباب العلم والمدنية بدلًا من الرجوع للوراء ومعالجة مشكلات اليوم بأفكار وحلول الأمس وطريقته البالية؟!

لماذا تركت الحكومة كوارث الطرق تزهق الأرواح وتدمي القلوب وتراكم المآسي حتى فاق ضحاياها ضحايا الحروب.. وبدلًا من أن نقدم حلولًا شافية خرج رئيس الهيئة ليبشرنا في استخفاف بالغ بعقولنا بأن الطرق المكسرة تعالج الحوادث.. ثم لم نسمع أن وزير النقل حاسبه أو خرج ليصحح تصريحه العجيب.. بل الأدهى أن يخرج علينا الأخير بما هو أشد غرابة وأكثر ألمًا حيث أعلن فشلنا التام واعتزامه تسليم السكة الحديد مرفق الغلابة لشركة أجنبية !!
Alyhashem51253@gmail.com
الجريدة الرسمية