رئيس التحرير
عصام كامل

الألتراس


مداخلة الرئيس لبرنامج الزميل عمرو أديب أساء البعض فهمها حتى أنهم تساءلوا: كيف يخاطب الرئيس جماعة غير قانونية، عرف عنها استخدام العنف والسباب لرموز الدولة، ولا يزال بعض أعضائها يميلون للفوضى والتخريب والتدمير بدليل رفضهم دعوة الرئيس للاطلاع على حقائق ما جرى في كارثة استاد بورسعيد التي راح ضحيتها 72 مشجعًا للأهلي، من خلال لجنة تحقيق تقوم بإطلاع 10 شباب يختارهم الألتراس على ملابسات وحقائق تلك الكارثة لتكون بداية جديدة لاستيعاب الموقف على حقيقته، وإنهاء ما ترسب خطأ في وجدان وأذهان هؤلاء الشباب عن هذه الواقعة؟!


كلام الرئيس حمل رسالة مهمة، مفادها أن الدولة لا تخشى شيئًا، وليس لديها ما تخفيه، وأنه آن الأوان لإيقاف مخطط خبيث دأب البعض تنفيذه بتوظيف الألتراس سياسيًا لزعزعة الاستقرار ونشر الفوضى بين الحين والآخر عن طريق خداع أعضائه بمقولات مضللة وأوهام زائفة لخلق حالة عداء مصطنع مع الدولة.. وهو ما أغفله للأسف بعض من أساءوا فهم كلام الرئيس وفسَّروه بأنه دعوة للحوار مع جماعة إرهابية غير شرعية بحكم القضاء؛ ومن ثم فهي أشد خطرًا على مصر من جماعة الإخوان ذاتها التي يرتبط بها أغلب أعضاء الألتراس تمامًا، كما يرتبطون بحركات أخرى احتجاجية وشخصيات تناصب الدولة العداء وتسعى لإثارة الفوضى.. الأمر الذي أثار دهشة الرئيس لانحراف البعض بمداخلته عن غايتها الأساسية؛ وهي تبني لغة حوار هادئ وعقلاني مع فئة، تضم شبابًا مغررًا به.. شبابًا يجرى تسييسه لهدم الدولة.

ردود الأفعال على ما قاله الرئيس في مداخلته مع الزميل عمرو أديب في برنامج القاهرة اليوم كشفت عن غياب مزر لدور النخبة والأحزاب والمجتمع المدني في معاونة الدولة -وليس الرئيس- في احتواء جيوب يحاول الإرهاب إبقاءها مشتعلة لحرق الوطن، في ظل غياب أي دور فعال لأجهزة الدولة المعنية بالشباب؛ كالثقافة والتعليم والشباب والرياضة.. كل هؤلاء للأسف لا يتجاوبون مع معطيات ما بعد الثورة يناير بما ينبغي، فالجميع للأسف شغل نفسه واستسلم على مدى 5 سنوات لتحليلات وصخب إعلامي وسياسي لا يجلب إلا مزيدًا من الانقسام والإحباط والهدم والتطاول.. الأمر الذي يطرح تساؤلًا لا مفر منه..

لماذا تغيب النخبة عن قضايا الناس وهمومهم.. ولماذا يأتي دورها كرد فعل لما يحدث انتقادًا أو تفسيرًا.. تأييدًا أو معارضة.. أين دورها الإيجابي الصانع لواقع جديد تحبه مصر وترضاه.. هل تبقى حبيسة رد الفعل، فيتبارى بعضها دفاعًا عن الدولة والحكومة.. ويتصيد بعضها الآخر سهوًا هنا أو سقطة هناك كي يبني عليها موقفه ويثبت وجوده.. هل هكذا تبنى الدول بعد الثورات.. ماذا قدم الإعلام والنخبة والأحزاب للشباب.. هل أداروا معه حوارًا عقلانيًا يدفعه للعمل والإنجاز بدلًا من التفرغ للعناد وتحدي القانون وعرقلة المسيرة ؟!
للأسف لم يقدموا شيئًا يذكر إلا الكلام والجدل وكل شيء يضر المجتمع.
alyhashem51253@gmail.com
الجريدة الرسمية