يجب ألا ننسى
من لم يرى المؤامرات على الشرق الأوسط فهو لا يرى ولا يسمع وليس لديه أي نوع من الحواس فسيظل يوم الخامس والعشرون من يناير هو عيد للشرطة المصرية وسنتذكر فيه سويًا يوم المؤامرة الكبرى التي خُدعنا فيها جميعًا بقلب نظام الحكم والذي أتى بجماعة الإخوان الذين أفهموا الناس أنهم الملاذ الآمن لحكم مدنى متوضئ فاكتشفنا بأنهم متوضئون بالدم وبالخديعة وبالمؤامرات.
ولا ننسى من قال بأنها ثورة بلا قائد.. نعم بلا قائد لأن قياداتها جبناء يعملون في الخفاء فهم يجدون العمل تحت الأرض وعندما نجحت المؤامرة ظهروا وكانت الأرض ممهدة لهم بعد هدم الشرطة وكل مؤسسات الدولة وأركانها، ولكنهم ظهروا وخرجوا من الشقوق وهم لا يجدون العمل في ضوء الشمس فاحترقوا وهذا ماقلته في مقالتى "مصر المحروقة " والمنشورة في فيتو بتاريخ 4-7-2013 عند سقوط الإخوان وانكشافهم أمام الجميع.
وتوقعنا جميعًا مدى الصرع الذي سيعقب إزاحتهم من السلطة بعد 30-6 ولكننا أيضًا كنا نعلم أن هذه المرة ستكون أشرس من كل مرة حيث إن مخطط الغرب في تقسيم الشرق الأوسط إلى دويلات قد توقف على باب صمود شعب مصر العظيم.
ومن لم ير الخراب الذي حل بكل البلاد العربية بدايةً من العراق ثم سوريا ثم تونس وليبيا وتقسيم السودان وغيرها وحُلم تكوين الدولة الإسلامية الكبرى، وظهور داعش الذين أتوا لنا بصورة عن الإسلام مقذذة تنفر الناس ويجب ألا ننسى مايعانيه الشرق من مرض فكرى يستغله الغرب ضدنا هو سبب كل كوارثنا.
ويجب ألا ننسى ماقبل الخامس والعشرون من يناير بالحركات التحريضية ومنظمات حقوق الإنسان التي انتشرت في مصر كالسرطان، وقناة الجزيرة التي تبث من مصر وتنشر الأكاذيب على الجميع لتشويه صورة مصر كلها كانت بدايات كبيرة للمؤامرة والتي يسمونها مجازا ثورة 25 يناير لينسونا ذكرى عيد الشرطة العظيم، ولكننا لم ولن ننسى تاريخنا وأمجاد شرطنا وضباطنا وجنودنا البواسل في الشرطة والجيش ولم ولن ننسى من يحمينا بدمائهم الطاهرة خير أجناد الأرض.
فهل في خلال أقل من شهرين تحدث ثورة في تونس يعقبها ثورة في مصر ثم تنتشر العدوى في بقية البلدان بهذه السرعة ولا تسمونها مؤامرة ورائها تنظيم قوى ممول..
يجب ألا ننسى في ذكرى عيد الشرطة شهداءنا من الجيش والشرطة والذين يتساقطون يوما بعد يوم دفاعًا عن الوطن والشعب والأرض وبقاء مصر بحدودها المعروفة منذ عصر الفراعنة.
يجب ألا ننسى أن الخونة يجاهرون الآن بكهرهم لمصر العظيمة، ويجاهرون بحلم تدميرها وتدمير شعبها وهم للأسف منهم ما زال يحمل الجنسية المصرية.
ويجب ألا ننسى كم المتفرجات والصواريخ التي دمرت كثير من منشئاتنا واستشهاد جنودنا من الجيش والداخلية وأنه لم تُقذف قذيفة أو حتى بومبة على إسرائيل حتى الآن من هولاء الخونة.
يجب ألا ننسى أنه يعيش معنا قوم مغيبون مناصرون للإرهاب، معتقدون أنه الإرهاب المقدس وأنه الإسلام المنزل من عند الله وبئس مايعتقدون والإسلام براء مما يفهمون.
وفى النهاية يجب ألا ننسى أنه ما زال إعلامنا المبجل يناقش النقاب سنة ولا فريضة وعلماء الدين الإسلامى الذي يحاربون سياسة حكم الفقية في إيران هم أنفسهم من يرفعون الراية الموازية لها، وهى الحاكمية لله ولرجال الدين فهم وجهين لعملة واحدة هي خلط الدين بالسياسة وهى آفة الشرق الكبرى وسبب كل مشاكلنا هم من روجوها وجعلوا لها أنصارا وكأنها من ثوابت الدين.
ويجب ألا ننسى أننا دولة قوية جدًا غير قابلة للقسمة ولم ولن تركع مهما أصابها من مرض فكرى غبى وانتمائات غبية ومها حاولوا أن يزرعوا في أرضنا الخيانة فنبتتها مهما كبرت ضعيفة، ستذهب مع رياح صلابة وإرادة المصريين وجيناتهم الأصيلة التي تلفظ أي نبته غريبة عن نسيجها.
فلك الله يامصر حماك الله ورعاك!