لا تجعلوا ذكرى يناير صنمًا سياسيًا !

تجري، الآن، محاولات متعسفة لاصطناع أجواء مماثلة لما جرى قبل ثورة 25 يناير، وهي محاولات أقرب إلى المراهقة السياسية، من جانب شرذمة محسوبة على التيار المدني، تجاوبت بقصد أو دون قصد، مع فئة إرهابية لا ترجو خيرًا لمصر، ومع محور أهل الشر الذي لم ييأس من وضع العراقيل وإثارة القلاقل أمام إرادة 30 يونيو.. ومن ثَمَّ فإن أي محاولات متعسفة لاصطناع تناقض ما بين ثورة يناير وموجتها الكبرى في30 يونيو هو من قبيل الفتنة السياسية التي تريد القفز بالبلاد إلى المجهول، إذ يسعى الموتورون ومن انحسرت عنهم الأضواء وانكشفت عوراتهم السياسية إلى دفع البلاد إلى حافة الهاوية، مع تجدد ذكرى ثورة يناير في كل عام.

وبدلًا من أن تتحول الذكرى الثورية إلى احتفاء بمكاسب الشرعية الدستورية والإرادة الشعبية واستكمال مؤسسات الدولة، وإلى احتفاء بتضحيات الشهداء، من الجيش والشرطة والشعب واستكمال ما حلموا وطالبوا بتحقيقه وضحوا بدمائهم لأجله.. نجد فئات ضالة تدعو إلى جعل ذكرى يناير صنمًا سياسيًا ومناسبة لإهدار الدماء وبث الفوضى، واستدعاء أجواء الانفلات والرعب التي صاحبت الثورة، وهو ما يتمناه لنا الأعداء هنا وهناك.