بالفيديو.. «شبح الثورة يخيم على تونس».. رضا اليحياوي على خطى «بوعزيزي».. اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن.. الحكومة تلجأ للتهدئة.. الباجي السبسي: مطالبهم مشروعة.. المرزوقي يطالب
5 سنوات على بدء ثورة الياسمين التونسية، التي أشعل فتيلها الشاب «بوعزيزي»، لتقتلع هذه الثورة نظام زين العابدين بن علي، في أول ثورات ما سمي بالربيع العربي، المشهد ذاته تكرر خلال الأسبوع الماضي، بعد أن أصيب الشاب رضا اليحياوي، يوم الأحد الماضي، بالصعق الكهربائي، أثناء صعوده أحد أعمدة الكهرباء، احتجاجًا على حذف اسمه من قائمة المعينين التي أصدرتها المندوبية الجمهورية للتربية بولاية القصرين، ما أدى إلى استياء شريحة كبيرة من المواطنين ووقعت اشتباكات طفيفة مع قوات الأمن.
مظاهرات للعاطلين
المظاهرة لم تكن إلا بداية لدعوة تم إطلاقها بمحافظة القصرين للعاطلين، ولاقت استجابة سريعة منهم فنظموا، الأسبوع الماضي، وقفة احتجاجية، للمطالبة بالتشغيل والتنمية، وتم خلال هذه الوقفة اقتحام مقر المحافظة، فيما أشعل محتجون الإطارات، وردّ الأمن، الذي كان متواجدا بأعداد كبيرة، بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.
وفاة أحد رجال الأمن
وفى تلك الاشتباكات، وقع الكثير من الإصابات، ووفقًا للتقارير الرسمية قُدِّر عدد المصابين بـ246 مدنيًا و4 عسكريين، فيما أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية وفاة أحد رجال الأمن، ويُدعى "سفيان بوسليمي"، ويبلغ من العمر 25 سنة، في اشتباكات مع المتظاهرين.
سلب ونهب وتخريب
وتطورت الأمور إلى الأسوأ، أمس الخميس، وذكرت تقارير إعلامية أن محتجين تمكنوا من السطو على فرع أحد البنوك، ونهب محال في حي التضامن، كما أحرقوا مقرات أمنية في الجريصة بمدينة الكاف، وهو ما دفع الحكومة التونسية إلى فرض حظر التجوال ليلًا، في المحافظات التي تشهد المظاهرات، إلا أن المواطنين لم يمتثلوا لهذا القرار، ونظموا مظاهرات، مساء الجمعة، بأماكن متفرقة بمحافظة القصرين، ووقعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن.
إجرءات تهدئة
من ناحية أخرى، أعلنت الحكومة التونسية اتخاذ مجموعة من الإجراءات لتهدئة المتظاهرين، منها قرار بانتداب خمسة آلاف من العاطلين عن العمل ضمن برامج وزارة التشغيل، بجانب تشكيل لجنة لمكافحة الفساد والتدقيق في الإجراءات والمعاملات الإدارية للجهة وتحويل الأراضي الاشتراكية إلى أراضٍ خاصة، إلى جانب جملة من الإجراءات العاجلة لتحسين البنية التحتية والمرافق العامة بالقصرين.
الرئيس السبسي
من ناحيته، أعلن الرئيس الباجي السبسي أن التظاهر هو حق مشروع للجميع، وأن ما يحدث دليل على الحرية، مؤكدًا أن المطالب التي رفعها المتظاهرون يكفلها الدستور والقانون.
المعارضة التونسية
أما المعارضة التونسية، والممثلة في الاتحاد العام التونسي للشغل، الفائز بجائزة نوبل السلام لعام 2015 ضمن رباعي الحوار الوطني، فأكدت أن الاحتجاجات تأتي بسبب الفشل في تحقيق آمال الشباب بعد خمس سنوات من الثورة، وبعد سيل من الوعود الانتخابية الوهمية التي عمقت الإحباط وأفقدت الشعب الثقة في نخبه السياسية.
وشدد الاتحاد على حق التظاهر السلمي، لكنه حذر من تربص الإرهابيين واندساسهم بين المتظاهرين وتحويل وجهة الاحتجاجات إلى التخريب والحرق والقتل واستغلالها لفك الحصار على الإرهابيين والمهربين.
المنصف المرزوقي
وفي تصريحات لـ"فرانس 24"، دعا رئيس الجمهورية التونسي السابق المنصف المرزوقي إلى إعادة تركيبة المشهد السياسي وانتخابات تشريعية مبكرة، لولادة حكومة وحدة وطنية تتخذ قرارات عاجلة للوضع الاجتماعي الحالي، معتبرا أن حكومة الحبيب الصيد من أسوأ الحكومات.