رئيس التحرير
عصام كامل

«الإفادة من الهدي والأضاحي».. مشروع عظيم لخدمة الحجاج وفقراء المسلمين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


كتب الله لي أن أؤدي فريضة الحج العام الماضي، وأثناء تنقلي بين المشاعر المقدسة، قادتني قدماي إلى مشعر منى، وتوقفت أمام أماكن «ذبح الأضاحي»، في منطقة «المعيصم»، وهناك عرفت أن آلاف من العمال المصريين يعملون في المجازر المخصصة لذبح الأضاحي.


«الفضول الصحفي» دفعني إلى معرفة المزيد حول طبيعة عمل هذه المجازر، وآلية العمل فيها، والقائمين عليها.. فتعرفت إلى الدكتور أيمن السبحي، أحد المسؤولين عن تشغيل هذه المجازر، وتناولنا الحديث عن تاريخ نشأتها، وطبيعة عملها، وأهدافها.

لم يبخل عليَّ الدكتور «السبحي» بأية معلومة، وقال إن «الأضاحي» كان يتم التخلص منها، إما بـ«حرقها»، أو «دفنها»، لكن خادم الحرمين الشريفين الراحل، الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود- والكلام للدكتور أيمن- أنشأ هذا المشروع عام 1403هـ، 1983م؛ لـ«الإفادة من الهدي والأضاحي»، وأسندت مهمة إدارته إلى البنك الإسلامي للتنمية، ويشرف على أعماله لجنة مُشكّلة من عدة جهات حكومية سعودية.

المشرف على المشروع

بعد ذلك التقيت رئيس البنك الإسلامي للتنمية، أحمد محمد على المدني، الذي نجح في المهمة التي أسندها إليه الملك فهد- رحمه الله- وأشرف على المشروع منذ انطلاقه عام 1975، وحتى الآن، نيابة عن الأسرة الحاكمة التي تبنت الفكرة كعمل خيري وصدقة جارية عنهم، وعن الملك عبدالعزيز- رحمه الله.

والدكتور «أحمد المدني» وُلد في المدينة المنورة عام 1934م، وحصل على البكالوريوس في التجارة، وعلى ليسانس الحقوق، والماجستير في الآداب، والدكتوراه الفلسفة، وكلاهما في الإدارة العامة.

وكما يؤكد العمال، فإن والدكتور أحمد على حريص على العمل بنفسة بالمجزر، ودائمًا ما يقول للعاملين «إن الأجر والثواب من عند الله، وإنهم في خدمة ضيوف الرحمن مكلفين بذلك».

أهداف المشروع ورسالته

وعن أهداف المشروع قال رئيس البنك الإسلامي للتنمية، الدكتور أحمد محمد على المدني، إنه يهدف إلى توزيع اللحوم على الفقراء والمستحقين في العالم الإسلامي، ثم توفير الشروط الشرعية والصحية، وكذلك الحفاظ على بيئة المشاعر المقدسة، بالإضافة إلى الاستفادة من المخلفات وتوزيع عائدها على فقراء الحرم.

وللمشروع رسالة سامية، هي التسهيل على حجاج بيت الله الحرام بتنفيذ نسك الهدي والأفدية للحجاج، بالإضافة إلى نسك الأضحية، والصدقة لمن يرغب من عموم المسلمين وتوزيع اللحوم على المستحقين.

العاملون بالمجازر

يعمل في إطار المشروع، كل عام نحو 40 ألف فرد، في تخصصات مختلفة، وجميعهم مشهود لهم بالكفاءة الإدارية والفنية العالية، منهم نحو «700 طبيب بيطري»، و«600 من طلبة العلم الشرعيين»، وغيرهم من الذين يجرون الفحص على جميع ما يعرض من الأنعام؛ للتأكد من توافر الشروط الشرعية والصحية؛ حرصًا على أن يكون النسك وفقًا للأحكام الشرعية.

وفي ختام جولتي بالمجازر، لمست الروح العالية للعاملين بالمشروع، فجميعهم يتفانى في أداء مهمته على أكمل وجه، ولا يتوانى عن تقديم يد العون للآخرين، وعلى رأسهم المشرف العام موسى العكاسي، ونائبه، توفيق الغامدي، بالإضافة إلى كتيبة أخرى من المتفانين في خدمة ضيوف الرحمن، وفقراء المسلمين، وعلى رأسهم رحيمي الرحيمي، وأحمد نجيم، وعادل جمجوم، وعصام شنقيطي، وماجد العتيبي، ونزار غندورة، وعلي سندي، ومصطفى تركي.

وهناك تفاصيل أخرى عن المشروع سيتم تناولها في ملفات لاحقة.
الجريدة الرسمية