رئيس التحرير
عصام كامل

غدًا الرئيس الصيني يبدأ جولته في الشرق الأوسط بزيارة الرياض والقاهرة.. يبحث تعزيز العلاقات الصينية العربية.. يلقي خطابا بمقر الجامعة العربية.. يستعرض سبل التعاون الاقتصادي وحلولا للنزاعات المستمرة

الرئيس الصيني
الرئيس الصيني

يبدأ الرئيس الصيني شي جين بينج، غدا الثلاثاء، جولته بمنطقة الشرق الأوسط التي تشمل السعودية ومصر وإيران، حيث أنهت القاهرة استعداداتها لاستقبال الرئيس بينج الذي يترأس وفدا رفيع المستوى في زيارة رسمية لمصر تستغرق يومين، لعقد قمة مصرية صينية مع الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعزيز سبل التعاون المشترك بين البلدين وزيادة الاستثمارات، حيث تعد أول زيارة رسمية لرئيس صيني منذ 12 عاما وتتزامن مع الاحتفالات بذكرى مرور 60 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.


بعثة كبيرة
وكشفت مصادر دبلوماسية اليوم الإثنين أن بعثة صينية كبيرة سترافق الرئيس الصيني شي جين بينج خلال زيارته لمصر بعد غد الأربعاء، وهي الأولى لرئيس صيني منذ 12 عاما، وذلك من أجل دفع التعاون الإستراتيجي بين مصر والصين في الفترة المقبلة.

الاستثمار
وأضافت المصادر في تصريحات خاصة أن عددا من كبار المسئولين في الوزارات المختصة بالصين سيرافقون رئيسهم خلال الزيارة منهم مسئولو الخارجية والتجارة والصناعة والاستثمار ومؤسسات التمويل الصيني مثل بنك التصدير والاستيراد وبنك التنمية الصيني والصندوق الصيني الأفريقي للتنمية والشركة الصينية لتأمين الصادرات والائتمان التي تقوم بضمان الصادرات الصينية في الخارج.

دفعة قوية
وأشارت إلى أن الفترة القادمة تشهد دفعة قوية للعلاقات بين البلدين في مختلف المجالات خاصة الاقتصادية والتجارية، بعد زيارتي الرئيس عبد الفتاح السيسي للصين في ديسمبر 2014 وسبتمبر 2015.

خطط مصر
وأكدت المصادر أن زيارة الرئيس الصيني تعد فرصة جيدة لمجتمع الأعمال الصيني لكي يتعرف على خطط مصر الإستراتيجية الطموحة للتنمية ودفع المشروعات في شتى المجالات، وفي مقدمتها المشروعات الخاصة بمحور قناة السويس الجديدة، الذي سيحتضن مشروعات هامة وإستراتيجية خاصة أن مصر وقعت مع الصين اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة في ديسمبر 2014، والـ27 اتفاقا المرتبطين بمشروعات عديدة بين جهات مصرية وصينية كما شهد عام 2015 التوقيع على اتفاقية التعاون في رفع القدرات الإنتاجية المصرية وهو أمر هام في ظل وجود 15 مشروعا رئيسيا بمصر في مجالات الطاقة والنقل والمرافق والبنية التحتية وبعض مشروعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

فرص كثيرة
وذكرت المصادر أنه توجد فرص كثيرة للتعاون بين مصر والصين، خاصة أن الأخيرة تفتح ذراعيها للتعاون مع مصر بشكل كبير وفي مجالات عديدة ولديها استعداد للتعاون وتقديم الخبرات خاصة بعد إعلان الرئيس الصيني مؤخرا عن تخصيص 60 مليار دولار لدعم الاستثمارات في أفريقيا الفترة القادمة، مضيفة وعلينا أن نجتهد لجذب جزء من هذه الأموال لمصر.

منح صينية
ولفتت إلى أن الصين ستقدم لمصر خلال زيارة الرئيس بينج منحا في حدود 200 مليون يوان صيني بما يعادل 30 مليون دولار أمريكي تقريبا يتم تخصيصها لتنفيذ مشروعات بالاتفاق بين الجانبين، جارٍ التفاوض بشأنها حاليا، بالإضافة إلى قروض صينية بقيمة مليار دولار للبنك المركزي لتعزيز الموازنة العامة للدولة ومواجهة العجز المتزايد والبنك الأهلي وبنك مصر لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة في السوق المحلية.

الدول الثلاث
وفي السياق تعد الزيارة للدول الثلاث زيارة للمنطقة بأكملها نظرا لما تتمتع به هذه الدول من ثقل سياسي وقدرة اقتصادية وقوى عسكرية وتأثير ديني في المنطقة وعلى الأخص مصر كونها تستضيف مقر جامعة الدول العربية وتحظى بمكانة فائقة في العالم العربي.

الزيارة الأولى
زيارة الرئيس الصيني هي الأولى للمنطقة منذ توليه منصبه قبل ثلاث سنوات وتزامنا مع هذا الحدث التاريخى أصدرت الحكومة الصينية يوم الأربعاء الماضي للمرة الأولى وثيقة رسمية حول سياسة الصين تجاه الدول العربية استعرضت خلالها الروابط التاريخية التي تجمع الصين بالدول العربية وآفاق التعاون المشترك بينهما.

خارطة طريق
وتعتبر هي بمثابة خارطة طريق واضحة المعالم تعزز العلاقات الصينية العربية على الأمد الطويل حيث سيلقي أبينج خطابا هاما أثناء زيارته لمقر جامعة الدول العربية يوم الخميس المقبل يشرح فيه سياسات الصين في العهد الجديد تجاه العالم العربي ويطرح اقتراحات وخطط الصين لمساعدة الدول العربية على التخلص من حالات الضعف الاقتصادي والاجتماعي وإيجاد الحلول للنزاعات المزمنة والقضايا المعقدة يذكر أن الصين تعتبر ثاني أكبر اقتصاد في العالم في غضون ثلاثة عقود.

التوترات
وتأتي أهمية الزيارة في ظل تصاعدات حدة التوترات والاضطرابات منذ بداية العقد الثاني من القرن الحالي حيث شهدت منطقة الشرق الأوسط انهيار في القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية في ظل الانتهاكات والممارسات التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني مما أدى إلى تهميش القضية وتصعيد المواجهات بين الفلسطينيين وإسرائيل بالإضافة إلى خطورة الوضع الذي تفجر بين إيران والسعودية في بداية العام الجديد.

قوة اقتصادية
ومع نمو قوة الصين الاقتصادية وبروزها على الصعيد العالمي تلعب الصين دورا أكثر حيوية في القضايا الدولية وتصير علاقاتها مع منطقة الشرق الأوسط أكثر قربا وقد بدأت بعض الدول العربية التحرك شرقا لتعزيز علاقاتها مع الصين والتعلم من خبراتها وتجاربها.

الشرق الأوسط
وتأتي زيارة شي الأولى لمنطقة الشرق الأوسط تجاوبا مع هذه النزعة فإن زيارة شي تتيح فرصة لشعوب الشرق الأوسط للتعرف على الصين عن كثب والتعلم واستخلاص العبر من خبراتها وتجاربها لترجمة الحلم العربي إلى وقائع ملموسة جنبا إلى جنب مع الشعب الصيني في طريقه لتحقيق الحلم الصيني.
الجريدة الرسمية