رئيس التحرير
عصام كامل

تعلمت منكم كيف أكون أفاقًا


من يحاول أن يجذب مصر للخلف هم أنفسهم الذين تراهم يهتفون لها.. فهم يَظهرون ليخدعوا الناس ويَظهر هذا جليًا عندما تتعارض مصالحهم فيما بينهم، فيُظهرون ما يضمرون ويخبئون، فالمهم مصلحتهم فقط ولتذهب مصر للجحيم.


شيء سخيف أن تجد رجلا يحاول أن يُظهر للجميع أنه مهموم بالوطن، ويتصدر المشهد بلا أي جديد أو إبداع، تعرفه من ملامحه العابسة، فدائمًا يحاول أن يُظهر كذبًا ورياءً همه وحزنه على الوطن، وكنت تجده جليس كل الموائد يمدح في السلطة لا ينتقدها ولا يحارب إلا من أجل مصلحته فقط أو شيء يعارضها، وكان محبًا للنظام القديم المتمثل في رئيسه محمد حسني مبارك ونجليه، ولكن عندما نجحت ثورة يناير وتأكد من نجاحها وذهاب السلطة بلا رجعة، ركب الثورة ووجدناه محمولا على الأعناق في قلب ميدان التحرير هاتفًا بسقوط النظام.

وعندما نجح في انتخابات مجلس الشعب، ظهر لنا مشككًا في الانتخابات الداخلية، معلنًا أن هناك تعليمات من أعلى، ولو ربح لظهر يؤكد نزاهة الانتخابات، فأول القصيدة كفر.

وآخر ظهر مكمما فمه؛ اعتراضًا على عدم إعطائه الكلمة، وآخر كل ما يشغله هو زي أعضاء مجلس الشعب والقبلات بين الأعضاء، وآخر يحاول إشعال النار والفتنة بأنه يقول إن من قتل الثوار يوم 25 يناير هم أمن الدولة.

هل هؤلاء هم أعضاء مجلس نواب الشعب؟.. نعم.. هم من انتخبهم الشعب، وهم مرآة حقيقية للشعب المصري بكل عشوائياته، ولكن ليس هم من سترتقي مصر بهم.. فمعظمهم ممن يحبون الظهور وركوب الموجة ليس إلا.. ولكن هموم الوطن ومشاكله وطرح الحلول ليس في استطاعتهم.. هم يتكلمون كثيرا ولا يفعلون شيئا لمصر.

ليس أمامنا غير جنود مصر وجيش مصر العظيم، هم فقط من يصنعون الفرق، ويموتون في صمت من أجل مصر، أما معظم الباقين فتعلمنا منهم كيف نكون أفاقين فقط.. أما المحترمون في مجلس الشعب؛ فلأنهم يعملون في صمت، فلا يسمع العامة عنهم شيئا.

ولكن رغم كل هذا، ما زال عندي أمل في غد أفضل..  فتحيا مصر.. ولك الله يا مصر.. وحماك الله ورعاك.
الجريدة الرسمية