رئيس التحرير
عصام كامل

الاختلاف وقبول الآخر !


إن أكثر ما يميز الأنظمة الديمقراطية عن غيرها من النظم الشمولية هو احتكام الأولى لمنظومة قانونية ودستورية متينة لا تتغير بتغير الحاكم.. منظومة تأتي بالحكام وترسم لهم معالم الطريق دون أن تسمح لهم بالاقتراب منها أو المساس بنصوصها التي تحتاج أن يحولها هذا البرلمان إلى واقع يلمس حياة الناس ويرتقي بها لآفاق أرحب وأكثر تنمية وعدالة وتحقيقًا لشروط المواطنة وإنصافًا للمظلوم، وحمايةً للضعفاء والمهمشين وصونًا لثوابت الدولة ومقدراتها في واقع يبدو مخيفًا تتهدده حروب أهلية وحشود أجنبية وأمة بعثرتها الانقسامات والصراعات، وآن لنا أن نتعلم من دروس الماضي، ونستوعب تجارب الآخرين.


مهمة البرلمان الجديد ليست سهلة؛ فعليه أولًا توحيد صفوفه خلف رايات الدولة ومصالح الشعب، وألا يستسلم أعضاؤه لمصالح ومواقف الأحزاب أو رجال الأعمال ومحاولاتهم السيطرة والهيمنة على مصادر الثروة والسلطة كما حدث من قبل.

البرلمان الجديد عليه أن يحول مبادئ الدستور إلى قوانين وتشريعات تحقق آمال البسطاء في وطن خالٍ من الفساد والتلوث والغلاء والغش والبيروقراطية إلى مجتمع قائم على المعرفة والتعليم المبدع والبحث العلمي المنتج والصحة العفية والاستناد إلى لغة الحوار والاختلاف وقبول الآخر.
alyhashem51253@gmail.com
الجريدة الرسمية