رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي يهزم عبد الناصر والسادات ومبارك


للمرة الثانية يضع الرئيس عبد الفتاح السيسي واحدة من أهم القواعد الحاكمة في قضية المواطنة.. ذهب إلى الكاتدرائية الأرثوذكسية في يوم عيدها؛ ليؤكد للعامة والخاصة، أن أعياد المصريين هي أعياد للكافة، وعلى رئيس المصريين أن يكون جزءا من هذا الاحتفال.

للمرة الثانية يضع السيسي كل رئيس قادم أمام مسئولياته.. من هنا فصاعدا لا بد لكل رئيس أن يكون جزءا من المواطنة، وليس صاحب شعار فيها.

وفي الوقت الذي طفت فيه فتاوى التخلف والجهل الواردة من الخارج.. خارج الدين وخارج الوطن وخارج الطريق إلى الله، وخارج كل قيم إنسانية جاء بها مفكرون أو إصلاحيون أو دين.. فتوى تحريم الفرح بفرح أهلنا.. فتوى عدم مشاركة الناس أفراحهم.. فتوى منع كلمة الخير وتهنئة جار أو صديق أو رفيق أو شريك في الوطن.. في هذا التوقيت يختار السيسي أن يستفتي قلبه ويطاوع فطرته الإنسانية غير الملوثة.

اختار الرئيس أن يكون رئيسا لكل المصريين، وأن يكون واحدا من المصريين.. لم يعبأ بفتاوى الجهل والتخلف، واختار أن يكون واحدا من المسلمين الذين يسلم الناس من أذاهم.. اختار أن يكون جزءا من بسمة رفقاء الدرب وشركاء المسئولية وأصحاب الدين الأقرب إلينا.

وبدا أن المشاركين أو المدعوين من المصريين والأجانب في حلة جديدة ليست لحظات مجاملة، وإنما تحولت إلى أوقات لا بد أن يسجلها التاريخ.. فعل السيسي ما لم يفعله رئيس قبله.. صحح المسيرة والمفهوم، واختار أن يكون مصريا خالصا بلا "تزاويق" أو تطرف أو غلو أو مزايدة.. تصالح مع فطرته فذهب إلى الكاتدرائية، وسيذهب إليها كل رئيس قادم ليصبح هو صاحب اليد الأولى التي صافحت بسلام دون مواربة أو تردد.. السيسي هزم سابقيه ورسم الطريق للاحقيه في معركة المواطنة.
الجريدة الرسمية