هكذا تفعل الأمم الحية!

الناس في مجتمعنا في حاجة لمعرفة الحقائق على أرض الواقع، الأمر الذي يجعل استطلاعات الرأي ضرورة لا مناص منها – هكذا تفعل الأمم الحية - لقياس حركة الشارع وحراكه السياسي وشواغله وآماله.. فمثل هذه الاستطلاعات تجيب عن أسئلة الساعة، ومن هنا تأتي أهميتها لصانع القرار وللأجهزة التنفيذية ولرجل الشارع على السواء.. كما يحتاج المجتمع نفسه إلى دراسات علمية تجيب عن تساؤلات الناس مثل:-

هل تجاوز اقتصادنا أزماته الخانقة.. وأصبح قادرًا على النهوض بالأعباء وتخطي العقبات؟.. هل يستطيع بحالته الراهنة تحمل أي أزمات طارئة؟.. هل توفرت السلع الإستراتيجية بأسعار تلائم محدودي الدخل؟.. هل أفلحت إجراءات الحكومة الأخيرة في لجم جنون الأسعار؟.. وماذا عن موارد الموازنة الأساسية والإضافية؟.. هل تحسنت الخدمات المقدمة للمواطن؟.. هل تراجع الدين العام الداخلي والخارجي؟.. هل تعافى الاحتياطي النقدي بصورة مطمئنة؟.. هل تراجع التضخم؟.. هل ازدادت الاستثمارات المحلية والخارجية أم لا تزال البيئة المحلية طاردة للاستثمارات وتحتاج إلى مزيد من المرونة والشفافية والتشريعات الناجعة لتخليصها من البيروقراطية والفساد والعقم الإداري؟ 

ماذا عن التعليم والصحة والبحث العلمي؟.. هل هناك إستراتيجية ملائمة لتطوير العقل المصري وتحسين مخرجات التعليم لتلائم سوق العمل، واعتماد نظرية الكيف لا الكم معيارًا حاكمًا للجودة التعليمية وتوسيع نطاق التعليم الفني المبدع المنتج؟.. وماذا عن الصادرات المصرية وقدرتها التنافسية؟.. ولماذا تراجعت في العام المنقضي بينما ازدادت فاتورة الاستيراد خصوصًا السلع الاستفزازية؟.. ولماذا يسير الميزان التجاري لغير صالحنا؟.. وماذا فعلت مكاتبنا التجارية في الخارج لضبط هذا الخلل؟.. وماذا عن عوائد الضرائب وهل تحققت العدالة الضريبية؟.. وهل هي نتاج إنتاج حقيقي وقيمة اقتصادية مضافة أم مجرد جباية تزيد العبء على المواطن البسيط بينما لا يتحمل الأغنياء نصيبهم العادل في الإصلاح؟.. وماذا فعلت الحكومة لوقف التهرب الضريبي ودمج الاقتصاد الموازي في الاقتصاد الرسمي؟

لا شك أن قوة أي دولة مستمدة من قوة اقتصادها وتنوع إنتاجها سواء كان زراعيًا أم صناعيًا أم خدميًا، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا في بيئة تنعم بالأمن والاستقرار الاجتماعي والسياسي.. بيئة ذات تعليم منتج وصحة عفية وروح وطنية تقدم صالح الوطن على ما عداه من المصالح الضيقة، بيئة ينعم أفرادها بالوعي ويتحاشون الخوض في الجدال والملاسنات والتخوين وتصفية الحسابات وتحقيق أجندات مارقة تتماهى مع الإرهاب وجماعاته وداعميه في الداخل والخارج.