رئيس التحرير
عصام كامل

«تخويف» الرئيس!!


لا أعرف من هو ذلك الرجل الذي صاغ من المعلومات المضروبة ما يجعل الرئيس يردد "لو عايزني أمشي همشي"، ولا أعرف لماذا قصة إصرار الأجهزة الأمنية على "ضرب" معلومات في تقارير أمنية مغلوطة، فلا الشارع المصري يغلي، ولا على أجندة الجماهير فكرة الثورة، وذلك انطلاقا مما كان يردده صلاح نصر، رجل المخابرات الأول في عصر عبد الناصر، عندما كان يفخر بأنه يغير خط سير الرئيس كما يشاء.

أظن أن أجهزةً كان قد انتهى دورها؛ بسبب تغولها في عصر مبارك، تخطط للعودة بقوة.. ذات الأجهزة من مصلحتها أن تقدم نفسها للنظام الجديد، وللأسف وفق نفس الإطار الذي عملت به أيام مبارك.. أذكر أن صحفيا سأل رجل أمن قبل ٢٥ يناير: ماذا سيحدث يوم ٢٥ يناير؟.. أجاب بثقة: ولا حاجة.. يبدو أن رجل الأمن كان صادقا؛ حيث إن ما حدث فاق كل الحاجات ولم تكن "ولا حاجة واحدة".

التقارير الأمنية المتواصلة يوميا لا تزال توحي بأن ثوارا يعدون العدة أو أن عملاء يخططون ضد الرئيس وضد النظام وضد الاستقرار وضد البلاد، وإمعانا فيما يُذكر من تقارير لا بد أن يُقبَض على أفراد وجماعات، وعادة ما يكونون أعضاء نشطاء في جماعة الإخوان الإرهابية، وتنقل وسائل الإعلام تلك التقارير، ولأن هذه القضية أصبحت مكررة، لم يعد ينطلي على الناس ما تبثه وسائل الإعلام حول المؤامرات وغيرها.

الناس في بلادي أصبح لديهم دستور ورئيس ومجلس نواب، وكلها مؤسسات منتخبة ومهمة؛ لرسم ملامح المستقبل.. صحيح لا يزال لديهم غصة في النفوس.. ليس لديهم خبز ولا عدالة، أما الكرامة فإنها لا تزال اختراعا غربيا، لا وجود له في منطقتنا، وليس في بلادنا وحدنا، إلا أن المؤسسات التي صنعها الشعب هي بداية طريق الوصول إلى تحقيق منتجات ثلاثة أطلقناها في ٢٥ يناير "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية".

سيادة الرئيس.. ليس هناك في ٢٥ يناير إلا احتفالات مصريين بثورتهم.. ليس لدينا ما تصوره لك تقارير هي في الأساس "أكل عيش"، ولا علاقة لها إلا بالصراع الذي يدور حول النظام الجديد!!
الجريدة الرسمية