رئيس التحرير
عصام كامل

لم يعد مقنعًا.. والشائعات تأخذنا إلى طريق مجهول!


إعلامنا لم يعد مقنعًا للداخل، وصار مثار سخرية واستهجان من الخارج؛ نتيجة تخليه عن واجبه، وافتقاده الرؤية العميقة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وإنسانيًا، وافتقاره إلى المصداقية.. وكان أولى به أن يتولى بناء المجتمع والنهوض به ثقافيًا ومعرفيًا، لكنه للأسف صار بليدًا تافهًا في اختيار موضوعاته وطرح قضايا مجتمعه، بطيئًا في نقل الأحداث، مملًا متكررًا غير موضوعي ولا محايد.


ولا عجب إذن أن نلمس غضبًا في الشارع من سوء أداء الإعلام، الذي تحول بعضه إلى الإثارة ونشر الفضائح والغيبة ونهش الأعراض واختراق الخصوصيات والمتاجرة بآلام الناس وحرمانهم، وصار وسيلة للتشويش وتسطيح العقول ونشر الوهم والخرافة وترويج الشائعات.

بعض الإعلاميين للأسف نصب نفسه وصيًا على المجتمع، وجعل نفسه قاضيًا وخصمًا في آن واحد من خلال برنامجه، دون أن يقدم دليلًا واحدًا على أنه وسيلة لبناء الوعي وتصحيح المفاهيم وغرس الأخلاق الحميدة، ولم يضبط ذات مرة متلبسًا بالاهتمام بأولويات وطنه في التعليم أو الصحة أو العشوائيات أو البطالة.

ومن ثم فلا غرابة أن يدعو مفتي الجمهورية ونحن معه، إلى ضرورة إصلاح الخطاب الإعلامي وتجديد الرسالة الإعلامية، فنحن في حاجة إلى ذلك قدر حاجتنا إلى تجديد الفكر الديني نفسه، وتحري الصدق والتثبت في القول ونقل الأخبار ونشرها للآخرين.. فالشائعات تأخذنا إلى طريق مجهول، وترويجها يخدم الإخوان ومن لف لفهم في وقت نحن أحوج ما نكون إلى التماسك ومضاعفة العمل والإنتاج؛ لتعويض الخسائر الاقتصادية، والكف عن الجدل والإثارة والانقسام.

خطورة الشائعات لا حدود لها، وعاقبتها الندم، وإلا ما دعانا القرآن إلى التحقق من صحة الأنباء التي نتلقاها بقوله "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".

ومن ثم فإن ترويجها حرام كما قال المفتي.. والسؤال لإعلامنا متى نكف عن ترويج الشائعات وتصفية الحسابات؟.. متى نفعل مواثيق الشرف الإعلامي؟.. وتحقق الجماعة الصحفية الردع المطلوب للمخالفين من أبنائها؟!

alyhshem51253@gmail.com
الجريدة الرسمية