رئيس التحرير
عصام كامل

التحالف واضح من عنوانه


إن التحالف الذي تقوده السعودية، والمسمى بالتحالف الإسلامي، عليه علامات استفهام لا بد من الإجابة عليها.. فأول هذه الاستفهامات يظهر واضحًا من العنوان، فلماذا لا يسمى بـ"التحالف العربي" بدلًا من "التحالف الإسلامي"؟ وهل الدول المنضمة إلى هذا التحالف ستمنع جنودها وضباطها المسيحيين من خوض الحرب على الدواعش؟ وهل هو تحالف لمحاربة الإرهاب أم لمحاربة الإرهابيين؟ خصوصًا عندما تعلم أن الدول المنضمة لهذا التحالف، منها تركيا وقطر والسودان، وهي دول تساند الإخوان، وهي الدول التي تُمول الإرهاب أيضًا علنًا وسرًا، وبكل الطرق، علما بأن جماعة الإخوان تم تصنيفها في مصر جماعة إرهابية!


والسؤال هنا: لماذا تم هذا التحالف فجأة بدون تمهيد؟ وعُقد فجرًا في السعودية؟ وعندما تعلم أن السعودية أعطت لمصر المليارات ووعدتها بكثير من الاستثمارات على أرض مصر، تسأل نفسك: لماذا؟

ولماذا شرط مصر بأنها ستضرب الإرهاب جوًا وليس برًا، وأنها لن تشارك في ضربات جوية إلا بعد إذن الدولة المراد ضرب الإرهاب على أرضها، هذا شيء يعطى إشارة بأن هذا التحالف ليس فكرًا سعوديًا خالصًا، بل وراءه أمريكا، راعية الإرهاب الأول في المنطقة.

وربما يكون هذا التحالف هو لدمج الإخوان شرعًا في العمل السياسي، وفرض دولة الإخوان الإرهابية على الشرق الأوسط كله، وليس مصر فقط، ونزع صفة الجماعة الإرهابية عنها، وذلك لأنها ستصبح مشاركة في الحرب على الإرهاب.

ومن اسم التحالف أيضًا ستقوى فكرة أن الإسلام دين ودولة، وهي الفكرة التي كانت وما زالت سبب الخراب الذي حل بالشرق الأوسط كله.

اختلفت الطرق، ولكن الهدف واحد، في تدمير الشرق الأوسط، وإدماج الإخوان في السياسة، وضمان دولة الدواعش إلى ما لا نهاية في الشرق الأوسط، والأهم من هذا هو التفكير في إضعاف الجيش المصري وتشتيته، حتى يسهل القضاء عليه ونشر الإرهاب في سيناء، وتنشيط كل الجماعات الإرهابية بشكل متعاقب، مع نشر الفوضى داخل مصر، وهذا ما يثير خوفي وقلقي.

ولكن "ياما دقت على الراس طبول". ستظل مصر كما هي بحدودها، من عصر الفراعنة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

ولكن ستظل هناك علامات استفهام ستجاوب عليها الأيام القادمة، وسيظهر كل شيء واضحا جليًا في المستقبل القريب جدًا.

حماك الله يا مصر، ورعاك من كل سوء، ووفق رئيسك لما فيه الخير لنا وللعالم العربي كله.

الجريدة الرسمية