برلمان الصدر ونواب «الربع شعب»!!
بداية الغيث حنفية من الصرف الصحي وليست قطرة كما يتوهم البعض.. بداية غير مبشرة لمجلس النواب.. على فجأة اجتمع نواب به وكادوا يعلنون اعتصامهم مثل عمال كفر البطاطا؛ لأن وزير مجلس النواب أقال موظفا؛ لأنه غير مطابق للمواصفات القياسية، الأمر الذي اعتبره نواب "الربع شعب"، تدخلا سافرا من الوزير في شئون البرلمان، وذلك على اعتبار أن وزير المجلس مجرد كيس جوافة.
هبت عاصفة تصورتها أنا وزملاء لي، من أجل دعم الرئيس وتشجيعه على إعلان الحرب على داعش ليبيا، أو أن نوابنا - كرم الله وجوههم - قد استشاطوا غضبا؛ لأن أمريكا تعبث بمنطقتنا، أو لأن بعضنا يردد الآن أن الأقصى لا يستحق منا مجرد العناء لتحريره، وأن القدس ليست قدسا، إلى أن اكتشفت براعة ومهارة وقدرات أصحابنا النواب؛ حيث تبين أن انتفاضتهم إنما جاءت من أجل الصدر.
والصدر لمن لا يعرف، مجرد موظف في موقع أمين عام مجلس النواب.. والصدر ليس بطلا تاريخيا، كما أنه لا علاقة بين المذكور ومقتدى الصدر القيادي الشيعي المعروف، كما أنه لا علاقة بين الصدر الموظف وصدر الأوزة أو البطة أو حتى الفرخة.
الصدر موظف، وجد وزيره المسئول عنه، أنه لا يصلح لمهمته، فأقاله، وهنا قامت القيامة وجيء بالسادة النواب ليعلنوا الصحوة الكبرى ضد الوزير، الذي أقال موظفا لا علاقة له بدراسة القانون، مع أنه أمين عام مجلس النواب!!
قصة "فرد العضلات" التي أظهرها نواب "الربع شعب" فجأة، وعلى أمر يعد من توافه الأمور، هو صورة مزعجة لما يمكن أن تؤول إليه الصورة الذهنية لمجلس النواب، وأن يحقق السادة أعضاؤه أمنية الحالمين بإعادة إنتاج برلمان الإخوان المقبور، فيكون ما كان ونتحول إلى مسخة.