رئيس التحرير
عصام كامل

معنى الوطن


الحكومات هي مرآة الشعوب؛ وذلك لأن أفراد الحكومة هم جزء من الشعب، فكلما كان الشعب راقيا في سلوكه كلما ارتقت الحكومة في سلوكها مع الشعب، فارتقت الدول وتقدمت.


فتجد لدينا نحن العرب دائما هناك حالة من الترقب والتربص لأداء الحكومات، ودائما هناك نقد هدام واضعين حالهم في وضع مقارنة بالدول الأوربية، متناسين سلوك المواطن الأوربي الراقي في التعامل مع دولته.. وهذا ما يكشفه لنا بوضوح الهجوم الإرهابي على فرنسا، فلم نجد جريدة أو قناة فضائية أو حتى صحفي يتهم الشرطة والجيش بالتقصير في أدائهم، ولم نسمع كلمة يسقط حكم العسكر عندما فرضت الحكومة حالة الطوارئ على الشعب، وأغلقت برج إيفل ونزول الجيش في الشوارع، ولم نجد منظمات حقوق الإنسان تتكلم..

والغريب هو تعامل العرب مع السفارات الفرنسية في كل بقاع الأرض، وهم يقدمون واجب العزاء في شهداء الإرهاب الغادر، والسؤال هنا لماذا لم يتعامل معنا الغرب بالمثل ويقدم لنا واجب العزاء في كم الشهداء الذين يستشهدون يوميا من أفراد الشعب والشرطة والجيش؟

هل دم المواطن الفرنسي أغلى من دم العربي؟.. وهل هناك دماء غالية ودماء رخيصة؟

أما آن الوقت أن تتكاتف الدول في محاربة الدول الأخرى التي تمول الإرهاب؟.. أم أن هناك حربا عالمية محتملة الوقوع؟

العالم يحترق من جراء إرهاب جماعة تافهة من العصابات الممولة، فالنار لم تحرق العرب وحدهم، بل ستمتد لتحرق العالم كله.. وما يؤكد كلامي هو غلق فرنسا حدودها مع بقية الدول الأوربية، وربما تفكر باقي الدول في غلق حدودها مع بقية الدول، وربما يؤدي هذا إلى ضعف أوربا، وهذا الضعف بالتأكيد سيكون في صالح أمريكا.

ولكن الإرهاب في دول أوربا سرعان ما سوف يحترق، ولم ولن يؤثر على قوائم مؤسسات الدول؛ وذلك لأنها دول لها نظام ثابت، ومواطن يعرف جيدا واجباته تجاه وطنه، والأهم أنه يعرف ماذا تعني كلمة وطن.

إنما في دول الشرق الأوسط؛ لأنها ليس لها قوائم تستند عليها وأنظمة هشة وشعوب لا تقدر ما تمتلكه حق تقدير، فنجد الانهيار الرهيب في معظم الدول التي أصابها الإرهاب، وتهجير شعوبها ليكونوا لاجئين في مخيمات دول أخرى، هذه الدول التي استضافتهم هي نفسها التي أحرقتهم عندما ضربها الإرهاب.

ولكن هناك دائما حل، والحل هو غلق كل منظمات حقوق الإنسان وجمعيات المجتمع المدني الصالح منها والطالح، والتركيز في تطوير التعليم الأساسي في المدارس الحكومية والخاصة، ومحاولة إخراج جيل جديد يعرف معنى الوطن ويقدر قيمته.

ولك الله يا مصر..
الجريدة الرسمية