رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور .. حفيدة «السحيمي» تحكي تاريخ جدها لـ«فيتو».. «مها»: شيخ الأزهر جاء مصر للبحث عن أولياء الله الصالحين.. الدولة اشترت المنزل بـ 6 آلاف جنيه.. لن ننسى موروثاتنا.. وت

فيتو

كثير منا يزورون بيت السحيمي بالدرب الأحمر بالقاهرة الفاطمية، ويتجولون في غرفاته التي تحتضن بداخلها الكثير من الذكريات، ولكن عندما نسمعها من أحد الأحفاد فبالطبع الشعور مختلف.


عائلة السحيمى
مها محمد أمين السحيمي، حفيدة صاحب البيت، قابلتها «فيتو» في بيت جدها؛ لتتجول معها فيه حتى تحكي لنا قصته، وروايات ما زالت في طي النسيان، تبدأ «مها» كلامها عن عائلتها مستندة إلى الحجج الموجودة بين يديها قائلة: «عائلة السحيمي كبيرة جدا لها امتداد في الشرق والغرب، وقد ولد الشيخ محمد أمين السحيمي في مكة، وجاء إلى مصر ليستقر بها، وهو صاحب منزل السحيمي الحالي».

البحث عن الأولياء
أضافت مها: «محمد السحيمى كان أحد شيوخ الأزهر، وكانت غايته في الحياة هي البحث عن أولياء الله الصالحين في جميع أرجاء العالم، الأمر الذي كان يستغرق الشهور والسنوات حتى وافته المنية، وهو يبحث عن أحد الأولياء كان يدعي «الشيخ شبل» ودفن بجواره في المنوفية، وبسبب رحلاته الطويلة تعددت زوجات الشيخ، لكن كان لديه "الزوجة المحبوبة" وتدعي «الست فاطمة البيضاء» وكانت تركية.

كرم بدون سياسة
تابعت مها: «ابتعد السحيمي عن السياسة تماما، فقد كان يسير على مبدأ "من ابتعد عن السلطان فهو سلطان"، لذلك عاش في زمانه سلطان السلاطين، فكان سخيًا كريمًا، وكان بيته مقصدًا للعلم ومنبعا للخير، حيث أقيمت فيه الليالي الرمضانية لختم القرآن الكريم وموائد الرحمن وكان ساحة دينية ودنيوية للتشاور، كما أنه كان مأوي لعابري السبيل، وسار أولاد السحيمي على نفس منوال والدهم في الكرم».

ذكرى الهجرة
أما عن ذكريات ترك المنزل، فتحكي «مها» أنه بعد وفاة السحيمي أصبح البيت كبيرا جدًا على الجدة، ومع قلة الخدم وعدم توافر المقدرة المالية الكبيرة لإصلاحه تركت الجدة وأبناءها المنزل، وسكنوا بعده في منزل عادي بشارع الملك في مصر والسودان، وفي هذا المنزل يوجد العديد من الصور الدالة على ذلك الزمن لكنه متروك منذ فترة طويلة.

وأضافت:«أذكر أنه بعدما هجرت جدتي البيت، فوجئنا بأن هناك شخصا ما يدعي ملكيته للبيت؛ لذلك قمنا سريعًا وقتها باتخاذ اللازم حيال ذلك، وفي عام 1931 تواصلت الدولة مع عائلة السحيمي لتسجيل المنزل بكل ما يحويه من أشياء –حتى ولو صغيرة – كأثر إسلامي مقابل تعويض مادي كبير، وكان التعويض عبارة عن 6 آلاف جنيه وأراض زراعية وبيوت وعقارات، إضافة إلى إتاحة الزيارة لعائلة السحيمي للبيت في أي وقت وبدون مقابل، وبفعل التجديد الذي قامت به الدولة أعيد للبيت مكانته وأهميته».

مقتنيات مفقودة
لكن ما استنكرته مها في حديثها، هو لماذا لم تتفاوض الدولة حتى الآن مع الأحفاد ليتواجدوا بالمنزل، يحكوا لزواره عن تاريخه مما يعطيه مصداقية أكبر، مؤكدة أن الاهتمام بالمنزل صار أقل من السابق، كما أن هناك بعض المقتنيات التي فقدت من المنزل مثل أطقم الصيني والنحاس والفضيات واسطبلات الخيل وطرمبات المياه.

الأحفاد والأزهر
وعن سلوك الأحفاد لطريق الأزهر، تنفي «مها» ذلك قائلة: «رغم أن السحيمي كان أحد شيوخ الأزهر، لكن لم يسلك أحد من الأحفاد طريقه بل شغلوا وظائف حكومية عادية، فمثلا والدي محسن السحيمي لقبوه بـ "الوجيه الأمثل" حيث كان يعمل مديرا عاما لشركة مصر للبترول، وتوفي عام 1980، لكن لدينا الكثير من الموروثات الثقافية التي مازلنا نتمسك بها، فمثلا ما زال لدينا الرغبة الشديدة في زيارة أولياء الله الصالحين، وزيارة المساجد، كما نمتلك سبيلا بالسيدة زينب يسمي بسبيل فاطمة البيضاء».

موروثات
تضيف مها: «توارثنا أيضا العديد من الموروثات الاجتماعيةن فمثلا نادرًا ما تجد "امرأة سحيمية" تعمل، فالسائد بيننا هو أن عمل المرأة غير مستحب، فالمرأة تدلل وتجلس في منزلها لتربي أولادها تربية صالحة».

وعن طبيعة بيوت الأحفاد، تقول:«رغم أن بيوتنا حديثة لكننا مازالنا متأثرين بالطابع التاريخي، لذلك نخصص في بيوتنا دائما أركانا تحاكي تماما الموجودة في بيت جدي، فمثلا حجرة القهوة والجلسة العربي بأدواتها وطقوسها المعهودة».
الجريدة الرسمية