رئيس التحرير
عصام كامل

القاهرة.. المقهورة!!


تلقت القاهرة أكثر من صفعة مدوية في أقل من يومين.. قرر البريطانيون إجلاء سياحهم من شرم الشيخ، ووافق الرئيس الروسي على تعليق الرحلات إلى مصر لحين الوصول إلى حقيقة سقوط الطائرة الروسية، ثم بدأت تسريبات غير رسمية حول مفاجآت مذهلة بصندوق الطائرة الأسود.

المثير أن القاهرة أصيبت بالخرس غير المبرر وكأنها هي من فجرت الطائرة، لم نجد مسئولا واحدا يخرج على العالم ليقول كلمة توحد الله في مواجهة ما تلقى به الآلة الإعلامية العالمية الجبارة.. وزير الخارجية في بلادنا يتحول إلى موظف صغير ينفذ ما يقوله الرئيس حتى لو كان ما يقوله مجرد كلام، لم يعد لدينا نسخة من الدكتور أسامة الباز يخرج على العالم متحدثا وملقيا الكرة في ملعب القوى الكبرى التي زرعت بذور الفتنة والفوضى، ورعت الإرهاب حتى أصبح غولا ينهش في الجميع.

سكتت القاهرة ولم يظهر فيها عمرو موسى جديد، ولم نر حتى شخصية تتشابه مع صفوت الشريف تتعاطى مع ما يجري على الساحة الدولية للرد على ما يحيط بنا من غموض، لم تظهر شخصية سياسية تحاول أن تتعامل مع الموقف.. صمتت مصر دون مبرر وكأن على رءوسنا "بطحة".. سكت الجميع فالرئيس في لندن ومصر لم تنجب واحدا آخر يستطيع الرد على حصارنا.

رئيس الوزراء كان غارقا قي السيول مع رفاقه من الوزراء.. أعضاء الحكومة اعتادوا ألا يتحركوا دون تعليمات.. وزير السياحة يتحدث فيما يخصه مشغولا بأعداد السياح وحسابات المستثمرين والرئيس مشغول في رحلته إلى لندن ومعه إعلام يتحدث عن إنجازاته.. هكذا كان الحال وإليه وصلنا.. لا أحد في مصر.. كلهم غابوا أو غيبوا.. كلهم ماتوا أو قتلوا.. مصر الواسعة أصبحت فجأة بلا رجل يرد أو امرأة تصد.

لم يعد مقبولا أن تعود البلاد إلى فكرة الرجل الواحد.. حتى أيام الرجل الواحد كان هناك نماذج قادرة وفاعلة ولديها تصورات.. لماذا يصورون لنا أنها عقمت لا تلد.. لماذا يوهموننا أن الفراغ هو العنوان الأبرز.. لماذا يبقى الوضع هكذا رهين تعليمات الرئيس أو توجيهات القائد.. مصر بها قادة ولديها رجال ولابد وأن يخرجوا ليصدوا هجمات وصدمات ومؤامرات تستهدفنا وتستهدف وجودنا.
الجريدة الرسمية