شقيق زوجة وزير الداخلية مهرب مخدرات
في مجلة البوليس عام 1957 كتب محسن محمد عن ذكرياته قبل الثورة مقالا قال فيه:علم الصحفى جلال الدين الحمامصى أن شقيق زوجة فؤاد باشا سراج الدين وزير الداخلية يعمل مهربا للمخدرات، وبدأ الحمامصى يكتب ذلك في جريدة "آخر لحظة" في أكتوبر عام 1950 ويطالب باستقالة الوزير الذي هو في نفس الوقت سكرتير حزب الوفد.
وهدد سراج الدين وتوعد، فاتصل الحمامصى باللواء وحيد شوقى مدير عام مصلحة خفر السواحل، وهو في نفس الوقت ابن شقيقة مصطفى النحاس باشا زعيم الوفد ورئيس الوزراء، وسأله عما يعرفه عن قيام قريب وزير الداخلية بتهريب المخدرات، ودهش الحمامصى عندما سمع من وحيد شوقى تأكيدا للخبر. بل تاكيدا إلينا ــــ كما يقول محسن محمد- والأغرب من ذلك قدم مدير خفر السواحل للحمامصى كل الأدلة التي تؤكد كلامه معلنا أنه لو طلب للشهادة سيشهد بالمحكمة.
طلب مدير خفر السواحل من الكاتب الصحفى أن يستمر في حملته حتى تتوقف عمليات التهريب لأنه ـــأى مدير السواحل ـــ حاول وبذل كل جهوده حتى يتوقف التهريب دون جدوى، وهو يعمل جاهدا لضبط عمليات التهريب ذاتها، مما سيؤدى إلى أزمة وزارية ستنتهى باستقالة الوزارة حتما.
واتصل الحمامصى أيضا باللواء عبد العزيز صفوت مدير مكتب مكافحة المخدرات، وسأله عن معلوماته بشأن قريب وزير الداخلية، فأكد له بأنه مستعد للحضور امام محكمة الجنايات ليشهد بأن قريب وزير الداخلية مهرب مخدرات، وله ملف ضخم في مكتب المكافحة.
استمر الحمامصى في حملته الصحفية بشجاعة، وأبلغ سراج الدين النيابة التي حققت مع الكاتب، وأفرجت عنه بكفالة وقدمت القضية إلى محكمة الجنايات، ولم تنظر القضية لكثرة تأجيلها من جانب الوزير حتى قامت ثورة يوليو وصدر العفو عن قضايا الصحافة، ونجا وزير الداخلية الوفدى من أزمة تهدد مستقبله السياسي عندما يرى ابن شقيقة النحاس ومدير مكتب المكافحة يشهدان ضده في المحكمة.