رئيس التحرير
عصام كامل

خطة «شيخ الأزهر» للدفاع عن الصحابة.. «الطيب» يفند الشبهات حول الخلفاء الراشدين وصحابة الرسول في خطبة الجمعة.. يبدأ بسرد سيرة «أبوبكر الصديق».. ويؤكد: «عتيق النار

 الدكتور أحمد الطيب
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر

أعلن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أنه سيبدأ من اليوم الجمعة، في تفنيد الشبهات حول الخلفاء الراشدين وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي أُثيرت قديمًا، وتُستدعى الآن؛ لتضليل الشباب المسلم، ولشق صف الأمة الواحدة، وضرب الاستقرار في البلاد الآمنة، وأوَّل مَن تخصِّص له الحلقات في سلسلة الدفاع عن الصحابة هو سيدنا أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأول الخلفاء الراشدين، وعظيم من عظماء الإنسانية وحكيم من حكمائها.


سيرة أبوبكر
وأشار في حديثه الذي سيذاع اليوم الجمعة، عقب نشرة الثانية ظهرًا على الفضائية المصرية، إلى أن أبا بكر رضي الله عنه اشتهر بأبي بكر، وبالصديق، وعتيق النار، وعبد الله، وقد أُطلقت عليه هذه الأسماء في الجاهلية وفي الإسلام، فقد كان يُلقَّب بالصديق، لأنه كان يحكم في أمر الديات، وهي قدر معين يدفعه القاتل لأهل القتيل، وكانت قريش تنيبه في مسألة القتل أو المشاجرات التي يترتب عليها حدوث عاهة أو ما أشبهها من قطع وبتر.

مواصفات الصديق
وبين «الطيب» أن أبابكر -رضي الله عنه- كان أبيض اللون، وسيمًا، غزير شعر الرأس، نحيفًا، يميل إلى القِصر، وكان أليفًا يألف الناس ويألفونه، وكان رجلا كريما سخيا تصدق بكل ما يمتلك للمسلمين وجيش المسلمين، حيث يقول عمر بن الخطاب – رضي الله عنه-: "أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَتَصَدَّقَ وَوَافَقَ ذَلِكَ مَالا عِنْدِي، فَقُلْتُ: الْيَوْمَ أَسْبِقُ أَبَا بَكْرٍ إِنْ سَبَقْتُهُ يَوْمًا، قَالَ: فَجِئْتُ بِنِصْفِ مَالِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَبْقَيْتَ لأَهْلِكَ ؟ " قُلْتُ مِثْلَهُ، قَالَ: وَأَتَى أَبُو بَكْرٍ بِكُلِّ مَالٍ عِنْدَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- " مَا أَبْقَيْتَ لأَهْلِكَ ؟ " قَالَ: أَبْقَيْتُ لَهُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، قُلْتُ: لا أُسَابِقُكَ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا"، وكان يعتق العبيد بلا حساب، يشتريهم من ماله الخاص ويعتقهم لوجه الله، وأول من أعتقه بلال بن أبي رباح رضي الله عنه.

عبادة الأصنام
وتابع: أبو بكر الصديق لم يعبد صنمًا قط، ولم يشرب الخمر لا في الجاهلية ولا في الإسلام؛ صونًا لعقله ومروءته، ولما سُئل عن ذلك قال: "كنت أصون عرضي، وأحفظ مروءتي، فإن من شرب الخمر كان مضيَّعًا في عقله ومروءته"، ومما يؤكد لنا أن عقله وبصيرته كانا هما الهاديين له إلى الحق، موقفُهُ من الأصنام لأول مرة يراها، فلقد رُوى عن أبى بكر -رضي اللّه عنه- أنه قال: لما ناهزت الحُلُم أخذني أبِي (أبو قحافة) بيدي، فانطلق بي إلى مكان توجد فيه الأصنام فقال يا بُني، هذه آلهتك الشُّم العوالي، وخلاَّني عندها وذهب، فدنوتُ من الصنم وقلت: إني جائـع فأطعمني، فلم يجبني، فقلت: إني عارٍ فاكسُني، فلم يجبني، فألقيتُ عليه صخرة فخرَّ على وجهه.

وأضاف الإمام الأكبر: يذكر المؤرخون أن أبا بكر –رضي الله عنه- كان في طبعه بعض حدة، لكنه كان كثيرًا يغالب هذا الطبع، وقد قال عن نفسه في إحدى خطبه: "واعلموا أن لي شيطانًا يعتريني، فإذا رأيتموني غضبت فاجتنبوني"، وهذه الحدة ليست عيبًا في شخصيته -رضي الله عنه- لأنها لم تكن من قبيل الرعونة، وإنما كانت من قبيل سرعة التأثر.
الجريدة الرسمية