في ذكرى ميلاد السلطان «سليم الأول».. وصل إلى الحكم بانقلاب على أبيه.. لقبه الإنجليز بـ «سليم العابس».. اتسعت رقعة الدولة في عهده.. استطاع تحسين الأحوال الاقتصادية.. وأسباب وفاته لا
يعتبر السلطان الغازى سليم الأوّل، تاسع سلاطين الدولة العثمانية كما يعد خليفة المسلمين الرابع والسبعين، عرف بشخصيته القوية وفتوحاته التي بنيت على حلم توسيع بقعة ملكه، حتى تمكن من الوصول لسدة حكم الدولة العثمانية عام 1512 ليبدأ غزواته من أقصى الغرب وصولًا إلى بلاد الشام ومن ثم مصر قبل أن يموت في 22 سبتمبر عام 1520.
وفى ذكرى ميلاده ترصد «فيتو» عشر صفات عن حياة السلطان.
سليم العابس
لقب سليم الأول، بـ «القاطع أو الشجاع»، عند الأتراك نظرًا لشجاعته وتصميمه في ساحة المعركة، ويُعرف عند الغرب وخاصة الإنجليز، باسم سليم العابس، نظرًا لما يقوله بعض المؤرخين بأنه كان دائمًا متجهم الوجه.
تعيينه بأوربا
وفي أواخر حكم أبيه أضرم أخوته نار الحروب الداخلية بعدما أقدم أبوهم على تعيين سليم الأول واليًا على «كافا» من بلاد القرم، فلم يرض سليم بهذا التعيين، بل ترك مقر ولايته وسافر إلى كافا بالقرم، وأرسل إلى أبيه يطلب منه تعيينه في إحدى ولايات أوربا، فلم يقبل السلطان وفي الوقت نفسه خشي أحمد، أكبر أولاد السلطان من أن سليمًا يسعى إلى العرش، فاغتنم مسألة انتصاره حديثًا على جيش مكوّن من تحالف «تركماني- صفوي» في آسيا الصغرى، وسار إلى القسطنطينية على رأس جنوده، ليستعرض مقدرته العسكرية أمام والده وأشقائه على حد سواء، وما أن علم سليم بفعل أخيه حتى أثار فتنة وعصى والده جهارًا، وسار بجيش جمعه من قبائل التتار إلى بلاد الروملّي، فأرسل والده جيشًا لإرهابه، لكنه لمّا وجد من ابنه التصميم على المحاربة، قبل تعيينه بأوربا حقنًا للدماء.
انقلاب
وصل سليم إلى السلطة بعد انقلاب على والده، «بايزيد الثانى»، بدعم من الانكشارية وخاقان القرم، ونجح بمؤازرتهم بمطاردة إخوته وأبنائهم والقضاء عليهم الواحد تلو الآخر، حتى لم يبق له منازع في الحكم.
حرب ضروس
وفى عهده ظهرت السلالة الصفوية الشيعية في إيران وأذربيجان، ونشبت بينها وبين العثمانيين حرب ضروس انتصر فيها السلطان سليم، ومن ثمّ حوّل أنظاره نحو السلطنة المملوكية فغزا أراضيها وقضى عليها نهائيًا بعد أن استمرت 267 سنة.
مليار فدان
كما تميز عهده عما سبقه من العهود بأن الفتوحات تحولّت في أيامه من الغرب الأوربي، إلى الشرق العربي، حيث اتسعت رقعة الدولة اتساعًا كبيرًا، حتى وصلت إلى بلاد الشام والعراق والحجاز ومصر، وبلغت مساحة أراضيها نحو مليار فدانًا.
ختمه الشخصى
وجاءت مأثورة شهيرة مفادها أن سليم الأول ملأ الخزينة الملكية حتى اتخمت ثم أقفلها بختمه الشخصي، وقال: «إذا استطاع شخصٌ أن يملأ الخزينة أكثر من ذلك، فليقفلها بختمه»، لكن الخزينة ظلت مغلقة بختم الأخير حتى انهيار الدولة العثمانية بعد نحو 400 سنة.
وأُطلق اسم السلطان على عدد من المواقع في تركيا وخارجها، مثل مسجد السلطان سليم القاطع في مدينة مانهايم بألمانيا، وفي سنة 2010 أنشئ فيلم سينمائي تركي يحمل اسم السلطان ويتحدث عن حياته.
التجارة البرية
ازدهرت التجارة البرية في ولايته، حتى أصبحت إحدى أهم دروب التجارة والذي تمثل في طريق التجارى بين كل من الحرير ودرب التوابل، مع وجود عدد من المرافئ المهمة في شرق البحر المتوسط والبحر الأحمر.
زعامة الشرق الأوسط
وفى إحدى أبرز قصائده، كتب سليم الأول يقول: «إن سجادة تكفى صوفيـَين اثنين، ولكن العالَم كله لا يكفى لملكين»، وفى هذا إشارة إلى نزاعه مع الشاه إسماعيل وسلطان المماليك على زعامة الشرق الأوسط.
تجهيز أسطول
بعد عودة السلطان سليم من مصر، انهمك بتجهيز أسطول بحري ضخم لمعاودة الكرّة على جزيرة رودس بحرًا بعد أن لم يتمكن جدّه، السلطان محمد الفاتح، وجمع خمسة عشر ألف جندي من المشاة تحت قيادة «فرحات باشا» بيلر بك الأناضول، وأرسل إليهم عددًا كبيرا من المدافع والذخائر، وسار إليهم من القسطنطينية إلى أدرنة لقيادتهم في الحملة.
وفاته
وفى ذلك الوقت لم يمهله الحظ مهلة أكثر ليتوسع في فتوحاته وغزواته حتى أصيب بمرض خطير أرجعه البعض إلى كونه الجمرة الخبيثة، وقال آخرون بأنها إصابة ناجمة على تعرضه فترة طويلة أثناء غزواته لأشعة الشمس، وأرجع فريق آخر أسباب وفاته لعملية تسمم عبر طبيبه الخاص، حيث توفي يوم 22 سبتمبر عام 1520.