رئيس التحرير
عصام كامل

«البايوجاز يحل أزمة الكهرباء».. ينجح في إنارة قريتين بالوادي الجديد.. «الناظر»: 4500 قرية تخفف الأحمال بنسبة 15%.. «زهران»: يطبق داخل حارة في قرية.. و«اليماني»

 تكنولوجيا البايوجاز
تكنولوجيا البايوجاز

عانت مصر خلال الفترات الأخيرة من انقطاع التيار الكهربائي بصفة متكررة، مما يحتم بالضرورة التوصل إلى حل لأزمة الكهرباء، فبعد أن اقترحت القوات المسلحة مشروع الطاقة الشمسية قدم المركز القومي للبحوث أثناء فترة رئاسة هانى الناظر الغاز الحيوى «البايوجاز» كبديل آخر.


وتهدف تكنولوجيا البايوجاز إلى إعادة استخدام المخلفات العضوية كمخلفات المحاصيل وروث الماشية بطريقة اقتصادية وآمنة صحيًّا لإنتاج طاقة جديدة متجددة تكون بديلة للطاقة التقليدية، حيث يمكن للمتر المكعب منه، وتوليد طاقة كهربائية تتراوح من 1.3 إلى 1.5 كيلووات في الساعة، كما يعتبر من أهم الحلول التي استخدمتها الدول الكبرى، وعلى رأسها أمريكا، ومنذ نحو 4 سنوات تم استخدامه في إنارة قرتين بالوادي الجديد، وبالرغم من نجاح الفكرة إلا أنها أوقفت ولم تعمم.

الاستفادة من المخلفات
أكد الدكتور "هاني الناظر" الرئيس الأسبق للمركز القومى للبحوث، أن الدولة لا بد أن تستفيد من المخلفات، مشيرًا إلى مخلفات 10500 قرية عندما تجمع وتدرج خلال 48 ساعة ينتج منها "غاز الميثان"، وعن طريق المولد يستخدم ذلك الغاز كبديل للسولار أو البنزين، بالإضافة إلى كون البايوجاز غاز غير سام ولا توجد مخاطر أمنية عند استخدامه فهو يستخدم دون معالجات أو تنقية حيث يتخلف عن احتراقه في المواقد ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء، مما لا يسبب تلوثًا للهواء الجوي مقارنة بمصادر الطاقة الأخرى.

تعميم الفكرة
وأشار "الناظر" إلى أن هذه الفكرة سبق أن طبقت في إنارة قريتين بالوادي الجديد لكنها لم تعمم، مؤكدًا أن الدولة هي المسئولة عن تعميم وتنفيذ الفكرة، بعد إثبات نجاحها وليس المركز، وليس لدينا أي مشكلة في التنفيذ فالمشكلة لدى المسئولين.

تخفيف الأحمال
ورأى "الناظر"، أن تطبيق 4500 قرية لهذه الفكرة، يخفف الأحمال فيما يعادل 15%، مما يساهم في حل أزمة الطاقة، كما أن تكاليفه المادية بسيطة جدًا.

الناحية الصحية
واستطرد البايوجاز يعد حلا جوهريا من الناحية الصحية أيضًا، فاختلاط مياه القرى بالصرف الصحي، أدى إلى وجود أمراض متعددة، مشيرًا إلى أن الصرف الصحي تخزن في باطن الأرض، ومن ثم تختلط بمياه الشرب، مما ينتج عنها إصابة أهالي القرى بأمراض مزمنة مثل الفشل الكلوى، وعند تطبيق هذا المشروع، يتم تجميع الفضلات في بيارات للتخلص من الصرف الصحي، مما يمنع من إصابة أهالي الريف بالأمراض، وبالتالي تقليل ثمن الدواء والعلاج.

ضغط عال 
واتفق معه في الرأي الدكتور "إبراهيم زهران"، خبير الطاقة الدولية، حيث قال إن البايوجاز يعالج مشكلة الكهرباء، عن طريق غاز الميثان، فالكهرباء تحتاج إلى ضغط عالى من أجل عمل التوربينات، مشيرا إلى أنه يمكن تطبيف الفكرة في حارة في قرية، ولا يمكن أن نستخدمها في المدن نهائيا.

وحدات جاهزة
وأشار "زهران" إلى أن البايوجاز، يعتبر حلًا أقوى إذا إستخدم كبديل للغاز الطبيعى في المنازل، وبالتالى نستطيع أن نعفى الريف بالكامل من أنبوبة البوتاجاز.

ليس بديلًا
وأوضح الدكتور "سامر المخيمر" خبير الطاقة النووية أن البايوجاز لا يصح أن يستخدم بديلا، لكنه يدرج ضمن مجموعة الحلول التي قدمت، للمساهمه بجزء بسيط في حل أزمة الوقود، وليس كبديل للسولار أو البنزين.

الفحم النظيف
أما عن وزارة الكهرباء فقد أكد "محمد اليمانى" المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أن التنوع في مصادر الطاقة أمر مهم جدا ومطلوب في هذا الوقت، بالإضافة إلى سعى الوزارة إلى تطبيقه، مشيرًا إلى أن "البيوجاز" يمثل حلًا جيدًا.

وأضاف، يوجد في الفترة المقبلة عدة مشروعات تبنتها الدولة وتسعى إلى إنجازها، لكن علينا أن ننتظر فهناك انطلاقة جديدة تم الموافقة بالفعل عليها من قبل مجلس الوزراء، فيما يخص مشروع الفحم النظيف.
الجريدة الرسمية