رئيس التحرير
عصام كامل

حمدي الفخراني ووزير الزراعة.. وأبو الغار!!


في حوار مع عدد من الأصدقاء من أعضاء الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي الذي يرأسه د. محمد أبو الغار، عن استقالة د. أبو الغار وعودته، فأجابوا بأنه شعر بالتعب، وأنه غير قادر على تحمل عبء المسئولية خاصة وعمره أكثر من 75 سنة، والحقيقة أنه بدأ يشعر بالضيق والضجر من تصرفات الكثير من الأعضاء، وأيضا من الوسط السياسي أيضا ممن هم يتحدثون بعدة أوجه، أمامك بشيء ومن خلفك بشيء آخر.


وهنا تدخل صديقي المحامي عاطف فوزي، العضو في الحزب قائلا: عجيب النظام الحالي استطاع أن يسقط أناس كثيرين ويشوه مسيرتهم سواء بتأييده أو الهجوم عليه، فابتسمت قائلا: د. يونان لبيب رزق المؤرخ الكبير الراحل تحدثت معه عن حالات النفاق والتودد إلى الحكومات التي تطلب من المثقفين والسياسيين أشياء معينة ليرددوها في حواراتهم مع الإعلام والناس!!

ضحك أستاذنا الراحل د. يونان بصوت عالٍ قائلا: على مدى ستين عاما، أشارك في ندوات ومؤتمرات ولقاءات إعلامية لم تطلب مني أي حكومة أن أقول شيئا معينا أو أخفي شيئا آخر، الناس هم الذين يتطوعون بتقديم أنفسهم للأنظمة؛ عسى أن ترضى عنهم وتعطيهم مآربهم!

لا أعرف لماذا تذكرت هذه الكلمات التي قالها لي منذ أكثر من خمسة عشر عاما، بعدها شرفت بالعمل معه في لجان التوثيق سنوات طويلة؟، هل لها علاقة بما حدث من د. محمد أبو الغار؟.. هل لها علاقة بما يحدث من انقسامات في الأحزاب؟.. أو له علاقة بقضية حمدي الفخراني؟.. أم له علاقة بقضية وزير الزراعة المقال أخيرا؟

والحقيقة تذكرت هنا قضايا غريبة بعض الشيء، قضية اتهم فيها البرلماني د. محمد عبد السلام الزيات بالتجسس في نهاية السبعينيات، بالرغم من أن د. عبد السلام الزيات كان أحد أبرز السياسيين الذين وقفوا خلف أنور السادات في معركته مع مجموعة 15 مايو - علي صبري وشعراوي جمعة ومحمد فائق..إلخ - التي سميت بمعركة مراكز القوى، وبالرغم من هذا حاولت حكومة ممدوح سالم إلصاق تهمة التجسس به، وطبيعي حصل على البراءة!

قضية الزميل الراحل سعيد عبد الخالق، رئيس تحرير جريدة الوفد الأسبق، مع البيضاني السياسي ورجل الأعمال اليمني المعروف الذي اتهم فيها بالرشوة سعيد وأيضا خرج براءة، واليوم نرى قضيتين في أربعة وعشرين ساعة أحدهما المهندس حمدي الفخراني وكان من الثائرين على الإخوان والداعمين لثورة 30 يونيو وأيضا للسيسي، والقضية الأخرى لوزير لم يمض على عمره كوزير شهور قليلة، والمفروض وزير يعمل في وزارة تحمل وترفع شعار ثورة 30 يونيو!!

لا أستطيع أن أجزم بأن حمدي الفخراني مرتشٍ إلا بعد الحكم النهائي، وكذلك وزير الزراعة، فالمتهم بريء حتى تثبت إدانته.. وعلينا ألا ننسى قليلا ما كنا نتندر به بأن الشعب متهم حتى تثبت إدانته.

قضيتنا اليوم ليس فساد مسئول أو مهندس أو هروب سياسي من العمل السياسي، المسألة أكبر بكثير، فمصر لن ينتهي منها الفساد.. القبض على وزير فاسد أو مهندس مرتشٍ أو تفكك حزب أو إقامة آخر، الأمر الأكبر أن البنية الرئيسية للإنسان المصري أصابها العطب، وثقافة المجتمع تدهورت وأصبحت "هشة"، وينسى الجميع أن المجتمع قائم على الفرد؛ لأنه المكون الأساسي للكل أو المجتمع، نتغافل هذا اعتقادا منا أن المجوع سليم وقوي وهذا خطأ جسيم.

من منا ينسى خطب حمدي الفخراني ضد الفساد والمفسدين، وكذلك تصريحات وزير الزراعة المنمقة عن الإصلاح؟، هل كما تناقلت المواقع الإخبارية أن "مصر بتنضف"؟.. هل حقا كما سعد كثيرون بالقبض على وزير وهو منصبه مؤشر جيد وطيب نحو مستقبل أفضل؟

أتمنى ذلك، وأخشى بعد قليل أن يردد من هم خلف القضبان أنهم ضحية النظام!!.. وإن كنت أستبعد ذلك!
الجريدة الرسمية