«قدح» الوزارة انفضح يا رجالة!

كنت ومازلت أتساءل على أي أساس يمكن لشخص أن يصبح الذراع اليمنى لمسئول كبير في الحكومة؟!.. ولم أجد الإجابة إلى الآن..

وكنت لا أنتوي أن أكتب عن يحيى قدح، مستشار وزير الزراعة، الذي قبض عليه متلبسًا بأخذ رشوة وهو في مكتبه بوزارة الزراعة، ولكني لم أستطيع أن أمنع نفسي عن الكتابة.. كنت أسمع عنه فقط ولكنني قابلته أول مرة في مكتب رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق الدكتور أيمن فريد أبو حديد، وكان هو حين ذاك مدير مكتبه، وهو الوحيد الذي يستطيع أن يسمح لك بمقابلة الدكتور، وذلك بعد ساعات من الانتظار لحين أخذ الإذن من محيي شخصيًا للدخول مع إعطائك تعليمات صارمة بالوقت المسموح لك بالمقابلة، حسب وضعك عند محيي بك بالطبع - هذا الشاب الريفي النحيف صغير السن - الذي تعجبت كيف أخذ وضعا كهذا بداخل مكتب رئيس المركز، وكيف سقط بالبراشوت وكثير من حملة الدكتوراه بالمركز يلحسون التراب لتعيينهم ولكن بلا فائدة؟

كنت أتساءل ما هي مؤهلات هذا الشخص؟.. حتى علمت أن الدكتور أيمن هو أستاذه ومشرف على رسالة الماجستير الخاصة به، وعندها ذهبت حيرتي وتعجبي، وحينما رأيته يحمل معطف الدكتور أيمن وشنطته وأوراقه ويمشي وراءه عند دخوله مكتبه وحين انصرافه ليفتح باب السيارة بنفسه، ويأخذ تعليماته من الدكتور - رأيت هذا بالصدفة البحتة؛ حيث كنت مصمما على أن أقابل الدكتور أيمن وأحدثه عند خروجه - ولكن ما رأيته ألجم لساني وشتت ذهني.

وعندما خرج الدكتور أيمن من المركز، ماعدنا نسمع عن هذا القدح مرة أخرى، ولكنه عاد أقوى مما سبق مع دخول الدكتور أيمن فريد أبو حديد كوزير للزراعة، ومن هنا بدأت أنياب الفتى تقوى وينهش بها في أي فرصة تأتي إليه؛ لأنه تعلم أن الكراسي لا تدوم، ومن هنا بدأ الفساد، ولكن السؤال كيف وصل ليصبح المستشار الإعلامي للوزير الجديد؟.. وماذا يفهم في الإعلام والوزير نفسه رئيس مجلس إدارة قناة مصر الزراعية، وكان بإمكانه أن يأتي بشخص يفهم الإعلام على أصوله؟

ولكن ليس هذا آخر قدح قد انفضح، فهناك أقداح كثيرة ليس في وزارة الزراعة فقط بل في كل مؤسسات الدولة.

ولكن ما يؤسفني هو أننا كباحثين نلهث وراء تغطية سفرية لحضور مؤتمر أو دورة تدريبية في الخارج، وهناك آخرون كل مؤهلاتهم هو دبلوم تجارة أو بكالوريوس على أعلى تقدير، يملكون العربات الفارهة وسفرياتهم إلى الخارج لا تنتهي.

ويبقى السؤال هل انفصال معاهد مركز البحوث الزراعية عن وزارة الزراعة وانضمامها للمركز القومي للبحوث سيكون أفضل للبحث العلمي؟!