أرباح وخسائر الأندية الألمانية في سوق الانتقالات الصيفية
عرف سوق انتقالات اللاعبين في الدوري الألماني حركة غير مسبوقة خلال فترة الانتقالات الصيفية المنقضية.
DW عربية رصدت صفقات أبرز الأندية الألمانية في محاولة لتسليط الضوء على مدى استفادة هذه الأندية ماديا ورياضيا منها.
وصلت المبالغ التي استثمرتها فرق الدوري الألماني (بوندسليجا) لدعم صفوفها بلاعبين جدد نحو 400 مليون يورو، حسب تقديرات موقع transfermarkt.de الألماني، وبحسب نفس الموقع الذي يُعنى بشأن انتقالات اللاعبين وقيمتهم في سوق الانتقالات، فإن الأندية الألمانية كسبت من ناحية أخرى نحو 480 مليون يورو من خلال صفقات بيع لاعبيها لأندية أخرى.
وقد ساهمت استفادة أندية الدوري الإنجليزي من إيرادات حقوق النقل التليفزيوني في إنعاش صناديق الأندية الألمانية، وبلغت قيمة صفقات انتقال اللاعبين من الدوري الألماني إلى نظيره الإنجليزي خلال هذا الصيف نحو 205 ملايين يورو، وهو ما يعادل مجموع قيمة صفقات الانتقال من الدوري الألماني إلى نظيره الإنجليزي خلال السنوات السبع الأخيرة.
وقد حتم رحيل بعض الأسماء من الأندية الألمانية على مسؤوليها البحث عن بدائل للحفاظ على توازن فرقهم، فكيف تعاملت أبرز الأندية الألمانية مع الحركة التي شهدها سوق الانتقالات الذي ظل مشتعلًا حتى نهاية الفترة المحددة له؟
بايرن ميونيخ
من الناحية المادية الصرفة خسر بطل الدوري الألماني بايرن ميونيخ 54.5 مليون يورو، حيث دفع بايرن 88 مليون يورو مقابل استقدام لاعبين جدد، فيما دخلت خزائنه 33.5 مليون يورو فقط، لكن النادي البافاري بإمكانه تحمل هذه الخسارة بالنظر إلى القيمة الكروية للوافدين الجدد إلى القلعة البافارية.
فالشيلي أرتورو فيدال والفرنسي كينجسلي كومان القادمين من يوفينتوس، بالإضافة إلى البرازيلي دوجلاس كوستا يعتبرون قيمة مضافة بالنسبة للفريق وورثة شرعيين لبعض العناصر المهمة المرشحة لمغادرة الفريق خلال الفترة المقبلة.
وبغض النظر إن كان المدرب بيب جوارديولا سيبقى على رأس الجهاز الفني للفريق بعد انتهاء عقده صيف العام القادم، فإن قدوم هذا الثلاثي يبقى أمرًا مهمًا بالنسبة لمستقبل الفريق خاصة في ظل غياب الجناح الفرنسي فرانك ريبيري ورحيل ابن الفريق باستيان شفاينشتايغر.
الوصيف فولفسبورج
لم يكن فريق فولفسبورج في حاجة إلى تعزيز صفوفه بلاعبين جدد خلال فترة الانتقالات المنتهية، خاصة بعدما حسم لصالحه ضم اللاعب السابق لبوروسيا مونشنجلادباخ ماكس كروزه قبل نهاية الموسم الكروي الماضي لصفوفه.
لكن انتقال الدولي البلجيكي كيفن دي بروينه إلى مانشستر سيتي بمبلغ قياسي وصل إلى 80 مليون يورو من جهة، والتحاق الكرواتي إيفان بيريزيتش بإنتر ميلان الإيطالي من جهة أخرى، جعل المدير الرياضي كلاوس ألوفس يبحث بالدرجة الأولى عن بديل يسد الفراغ الذي سيخلفه رحيل دي بروينه.
الاختيار وقع على لاعب شالكه يوليان دراكسلر، كما أن قيمة صفقة دي بروينه منحت الفرصة أيضًا لوصيف بطل الدوري الألماني للحصول على خدمات مدافع بايرن ميونيخ السابق دانته.
ويعتبر فولفسبورج أكثر الأندية الألمانية المستفيدة ماديًا من فترة الانتقالات بتسجيله هامش ربح وصل إلى 40 مليون يورو، لكن الاستفادة الرياضية تبقى مثار شك لصعوبة سد الفراغ الذي خلفه رحيل دي بروينه أفضل لاعب في الدوري الألماني للموسم الماضي.
بوروسيا دورتموند
البحث عن لاعبين يتأقلمون سريعا مع طريقة لعب المدير الفني الجديد توماس توخيل هو أهم ما ميز سياسة الانتقالات التي انتهجتها إدارة نادي دورتموند، وقد رأى توماس توخيل في حارس المرمى الجديد القادم من فرايبورج رومان بوركي واليافع يوليان فايجل، اللاعب السابق في ميونيخ 1860، بالإضافة إلى القادم من مانشستر يونايتيد على سبيل الإعارة عدنان يانوزاي واللاعب السابق لليفركوزن جونزالو كاسترو أهم من يمكن أن يجسد فلسفته الكروية.
في مقابل ذلك، تخلصت إدارة نادي دورتموند من اللاعبين الذين أثقلوا كأهل ميزانية الفريق، وفي مقدمتهم الإيطالي سيرو إيموبيلي وكيفين كامبل.
وقد شملت سياسة الإبعاد حتى ابن الفريق كيفن جروس كرويتس الذي انتقل للعب في الدوري التركي ضمن صفوف جلاطة سراي، ومحبوب جماهير دورتموند البولندي ياكوب بلاشيكوفسكي الذي انتقل للعب في الدوري الإيطالي ضمن صفوف فريق فيورينتينا.
وإلى الآن يبدو أن فريق دورتموند قد استفاد ماديا وحتى رياضيًا، حيث تمكن من التأهل لدور المجموعات في مسابقة الدوري الأروبي وفاز في جميع المباريات التي خاضها ضمن منافسات الدوري الألماني.
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل