رئيس التحرير
عصام كامل

عي أمين مليونير في النهار وشحات في الليل

فيتو

في مجلة الجيل عام 1955، كتب علي أمين مقالا مصحوبًا بصورة مع اثنين من السويسريين، أثناء تواجده بسويسرا يقول فيه:

«في رحلتي إلى الخارج عشت على مبلغ ضئيل، وافق وزير المالية على تحويله إلى عملة سويسرية، والواقع أني رغبت في أن أستمتع وأنا أرى الدنيا، صحيح أنني نمت في فنادق الدرجة الرابعة في سويسرا، صحيح أن الفندق مسروق من الكلوب الحسيني بمصر، مع فارق واحد هو أن الفندق السويسي كان يستعمل رشاش حشرات ولا يمانع في تغيير الملايات».


«نمت بجوار الصعاليك.. صحيح أنني كنت أفقد راحتي بالنزول في فنادق الدرجة الرابعة لكني استطعت أن أوفر مبلغا من المال من التنقل بين الدول الأوربية، كذلك في إيطاليا تكاليف الحياة فيها مرتفعة جدا، لكنك لو تواضعت حبتين تستطيع أن تجد فراشا رخيصا مريحا بالليل، وعملات صعبة في جيبك بالنهار، فالناس لا يعرفونك في أوربا ولن يقولوا إن فلان ينام في لوكاندة سانتاماريا ولن يفضحوه في المجلات؛ لأنهم رأوه متشعلقا في الترام أو راكبا الدرجة الثالثة في القطار.. هذه المظاهر لا تهم الناس في أوربا، وأن قيود العملة في بلاد العالم أصبحت تضطر السائح إلى شد الحزام على بطنه، فقد انتهى زمن أغنياء الحرب».

عموما رأيت المرأة السويسرية لا تقيم مآدب ولا حفلات، والمراقص شبه خالية، رأيت عربات الكارو والفرق بين العربجي المصري والعربجي السويسري، أن الأول يجلس رجلا على رجل في عربته.

رغم ذلك فالحياة في سويسرا وإيطاليا مريحة وجميلة ومسلية، والذين يحاربون السياحة إلى الخارج يغلقون النوافذ على بلادهم، لذلك أتمنى أن يأتي اليوم الذي تحطم فيه بلادي الحصار الاقتصادي وتفتح الأبواب لأكبر عدد من شبابنا ليروا الدنيا.
الجريدة الرسمية