رغم أنف إثيوبيا، مستشار باليونسيف يكشف سر فتح بوابات سد النهضة بعد غلقها
كشف الدكتور رشاد حامد، مستشار اليونسيف لتحليل البيانات، عن سبب تشغيل إثيوبيا لبوابتين بالمفيض الغربي بسد النهضة، التي أغلقتهما الأسبوع الماضي، بعد زيارة آبي أحمد للسد، وإعلانه الانتهاء من بناء سد النهضة.
تخزين المياه في سد النهضة
وأكد الدكتور رشاد حامد أن تخزين المياه في سد النهضة وصل إلى حده الأقصى، حيث بلغ إجمالي ملء السد 638 مترا مكعبا، لذا تم تشغيل بوابتين بالمفيض الغربي بالسد، حيث أن قدرة البوابة الواحدة على التمرير في أقصى تدفق وتشغيل تعادل حوالي 200 مليون متر مكعب يوميًا.
وقال الدكتور رشاد حامد عن عودة إثيوبيا لـ فتح بوبتي المفيض الغربي لسد النهضة بعد غلقهما: "إثيوبيا فتحت المفيض لأن تخزين الحد الأقصى للمخزون "تخلف..."، وإذا لم تفتح أثيوبيا المفيض الغربي، وتدفقت المياه من المفيض العلوي، سيكون راجحًا أن تشغيل المفيض الغربي كشف عيوبا جسيمة فيه."
وعن سر وصول الملء في سد النهضة للحد الأقصى، قال الدكتور رشاد حامد: "سبب الوصول لأقصى سعة تخزين في هذا الوقت المبكر جدًا لبدء تشغيل السد درب من الجنون، ومغامرة مخالفة لكل قواعد تشغيل السدود."
وأكد الدكتور رشاد حامد "للعلم، لم تمر المياه من المفيض العلوي للسد العالي الذي يعمل منذ أكثر من نصف قرن، وملحوظة هامة أن سد النهضة اكتمل ملئه عندما وصل المنسوب 625 مترا، وانتقل السد لمرحلة التشغيل."
ماذا بعد الانتهاء من ملء سد النهضة؟
وعن التساؤلات المطروحة بشأن ما بعد ملء سد النهضة، قال مستشار اليونسيف الدكتور رشاد حامد: "انتهى الملء الأول لسد النهضة، ورغم أن إثيوبيا لم تلتزم بما وقعت عليه في إعلان المبادئ، إلا أنها التزمت بما لم توقع عليه في اتفاقية واشنطن، ونفذت مراحل الملء طبقا للجدول الذي وضعته مصر فيها، وبفضل الله كانت النتيجة افضل من أكثر سيناريوهات الملء تفائلا، وكان أقل منسوب انخفضت له بحيرة ناصر 176.78 متر."
أما بعد انتهاء الملء، فقال الدكتور رشاد حامد: "بعد انتهاء الملء تبدأ مرحلة جديدة، حيث صار سد النهضة واحدًا من منظومة السدود على نهر النيل، ولابد من تشغيله بالتنسيق مع بقية السدود في الأحباس السفلى للنهر بالنسبة له، ولذلك تصر مصر على عقد اتفاقية ملزمة لإدارة وتشغيل السد."
وعن سؤال لماذا اتفاقية وعدم الاكتفاء بإعلان المبادئ؟، أجاب الدكتور رشاد حامد: "إعلان المبادئ يقرر مبادئ عامة وهي: (التعاون، التنمية، التكامل الإقليمي والاستدامة، ومبدأ عدم التسبب في ضرر ذى شأن، ومبدأ الاستخدام المنصف والمناسب، ومبدأ التعاون في الملء الأول وإدارة السد، ومبدأ تبادل المعلومات والبيانات)
مصر ليست ملتزمة بإعلان المبادئ
وقال الدكتور رشاد حامد عن إعلان المبادئ: "رغم أهمية هذه المبادئ، إلا أنها تظل ليست ملزمة قانونًا بشكل عام، ولا تزيد عن كونها بيان نوايا، أي أنها تحمل وزنًا أخلاقيًا وسياسيًا ولكن دون قوة القانون، وبالإضافة لذلك لا يوجد في الإعلان أي إشارة لآليات التنفيذ."
وأضاف "الاتفاقية في المقابل سوف تكون ملزمة لأن هذه هي طبيعة الاتفاقيات في القانون الدولي، ثم لأنها اتفاقية وليست مجرد إعلان مبادئ لا يترتب عليه أي إلزام سيكون لزامًا أن تقرها برلمانات الدول قبل توقيعها."
وعن مخاطر تشغيل سد النهضة دون اتفاقية، قال الدكتور رشاد حامد: "البعض يظن ان الضرر سوف يحدث فقط إذا حدث جفاف ممتد، وآخرون يظنون أن إثيوبيا يمكنها حجب المياه ومنعها من المرور من السد، والبعض يبالغ في تضخيم الفاقد من السد... وكل ذلك ليس صحيحا بصورة مطلقة."
تأثير سد النهضة الضار على مصر
وعن حقيقة تأثير سد النهضة الضار قال الدكتور رشاد حامد: "الحقيقة أن تشغيل السد دون اتفاقية تنظم هذا التشغيل خطر حتى في حالة كان ايراد النهر في أعلى مستوياته."
وأوضح الدكتور رشاد حامد أن "الهدف من تشغيل منظومة السدود: الاحتفاظ بمخزون يستخدم في الري كما هو الحال في سد الروصيروص وسد مروي والسد العالي. وتوليد أكبر حجم من الكهرباء كما هو الحال في سدود النهضة والروصيروص ومروي (الكهرباء بالنسبة للسد العالى هدف ثانوي)
وأكد أن الهدف من السدود "الحماية من الفيضانات كما هو الحال في سدود النهضة والروصيروص ومروي، وهذا يؤدي إلى أن يكون الفاقد بعد تشغيل سد النهضة أقل من الفاقد الذي كان يحدث بسبب فيضانات السودان قبله."
وقال الدكتور رشاد حامد: "القاعدة في كل السدود أنه في مدة زمنية ممتدة لابد أن يتساوى متوسط المنصرف من السد مع متوسط الإيراد الداخل للسد، لذلك فخروج كامل الإيراد من سد النهضة أمر حتمي، وبالتالي هدفنا من الاتفاقية ليس ضمان تمرير المياه، ولكن الهدف هو تنظيم وتنسيق مرور المياه مع السدود التي تليه في الأحباس السفلى للنهر."
وأوضح أن "مصر لديها السد العالى، وهذا السد يجعلها لا تتأثر بتغيير مواعيد وصول حصتها (الكاملة) من المياه، لكن السودان يتأثر كثيرا بتغيير هذه المواعيد ولابد ان يعرف مسبقا مواعيد التدفقات التي تمر من سد النهضة وكمياتها، وعدم المعرفة يتسبب في حدوث فواقد هائلة في السودان، وهذا يؤثر تأثير مباشر على مصر، خاصة وأن مصر تخزن جزء من حصتها لبعض الوقت في السودان حيث تستفيد منها في توليد الكهرباء (مجموع سعات سدود الروصيروص ومروي وجبل الأولياء أكبر من حصة السودان).
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.