إهداء لشهداء القنال.. وليس لمبارك وحفيد محمد علي!
الويل كل الويل لمن يعتقد أن التاريخ يمكن نسيانه بالرغم من كل محاولات التشويه والعبث فيه، والويل كل الويل من يعتقد أن الشعب المصرى يمكن أن ينسى، وأحيانا يتناسى أو يتجاهل ولكن ذاكرته يقظة لا تموت، ولإنعاش الذاكرة لبعضنا البعض أقول إن الشعب كان القائدًا لثورة 1919، وربما لا يعرف الكثير منا أن سعد زغلول ورفاقه فوجئوا بالثورة، ولولا تأييد الشعب لرجال 23 يوليو ما أصبحت ثورة، ولولا تأييد الشعب لجمال عبد الناصر في مواجهة العدوان الثلاثى 1956 خاصة المقاومة الشعبية في بورسعيد ما خرج المستعمر من القنال، ولولا الشعب المصرى وراء قيادته ما بنى السد العالى، وما اجتازت مصر هزيمة 5 يونيو 67، وما كان الانتصار في 6 أكتوبر 73، وأيضا الشعب الذي ثار في 25 يناير و30 يونيو ولم يستطع الجيش إلا أن يقف خلف الشعب ويؤيده فيما طالب من أجل غدا أفضل بإذن الله.
وفى ظل ما يجرى هذه الأيام من احتفالات مصر بحفر القناة الجديدة، التي ربما لم نشهدها منذ انتصارات 6 أكتوبر، سرت بعض الأشياء التي أرى أنها نوع من المزاح ثقيل الدم، فمثلا قال أحدهم، لماذا لا توجه الدعوة للرئيس الأسبق حسنى مبارك لحضور حفل افتتاح القناة الجديدة ؟ لماذا تراجعت مصر عن دعوة الأمير أحمد فؤاد فاروق الأول لحضور الاحتفال ببدء العمل في قناة السويس الجديدة..؟!
والحقيقة سأبدأ بالأمير أحمد فؤاد فاروق الأول، الذي غادر مصر وهو لا يتجاوز عمره عدة شهور، له قصة لا بد من ذكرها الآن، هذه القصة تجاهلتها الصحافة والإعلام المصرى وكانت حديث الصحافة الأوربية في السبعينات، تزوج الأمير أحمد فؤاد بيهودية، وبعد شهور حدث حمل وجاء موعد الوضع، فطلب الأمير أحمد فؤاد من الرئيس السادات أن تأتى للولادة في مصر، وبحسن نية وافق السادات من منطلق أنه مصرى وأهلا به في بلده، وحدث الأمر كما أراد الأمير أحمد فؤاد لكن كانت للصحافة الأوربية رؤية أخرى والتي تجاهلتها الصحافة المصرية، فقد كشفت أن الأمير أحمد فؤاد أخذ بنصيحة مستشاريه بضرورة أن تلد زوجته في مصر..لماذا ؟ حتى يكون لأحفاده بالمطالبة بعرش مصر إذا سمحت الظروف بذلك في يوم من الأيام..!!
الزوجة يهودية والنصيحة صهيونية..! وأيضا هل يعلم الأمير كيف سلم أجداده مصر وشبابها في بناء القناة ودفعت مصر أكثر من 120 ألف شهيد وأضعاف هذا الرقم مرضى بالسل وغيره من الأمراض بسبب القناة ؟ ومع هذا كان احتفال القناة على دماء المصريين والخديو اسماعيل في حالة الهيام والسعادة مع ضيوفه، والشعب لا وجود له سوى أن يكونوا خدما فقط، وهل بعد هذا يأتى ليذكرنا بدماء الشهداء والمرض الذي كان تحت عين وبصر أجداده..؟؟
أما الرئيس الأسبق حسنى مبارك، فقد حدث أمران في غاية العجب من التاريخ، أولا من ينادى بدعوته يقول إنه أحد أبطال حرب أكتوبر، وهذا يعنى أن هؤلاء لهم مكانة وحصانة، فماذا فعل حسنى مبارك في مهندس حرب أكتوبر الفريق سعد الدين الشاذلى ؟ حدث في بانوراما حرب أكتوبر في نهاية الثمانينات التزوير في وضح النهار وذلك بإلغاء وجود الفريق سعد الدين الشاذلى وهو رئيس الأركان وقائد الجيش في حرب أكتوبر. فهل هذا من أمانة التاريخ ؟ وهل حسنى كان أحد أبطال الحرب وقائده الشاذلى ليس بطلا ؟؟ الأصعب من هذا أنه في عهد حسنى مبارك سجن الفريق الشاذلى وهو أمر لا أعتقد ما كان يجب أن يحدث خاصة أنها قضية وهمية..!
فهل يا ترى بعد ذلك ندعو الرئيس الأسبق حسنى مبارك أو الأمير أحمد فؤاد في احتفال صنعه الشعب المصرى، صنعه منذ أكثر من مائة وخمسين عاما بدماء شبابنا الأطهار، واليوم صنعه المصريون يوم جمعهم أكثر من 64 مليار جنيه في 8 أيام فقط..؟!!
هذا الاحتفال يهدى لشهداء القنال الذين حفروا في القرن 19.. وشهداء القنال في 56.. وشهداء ثورة 30 يونيو الذين يسقطون برصاص الغدر والخيانة والإرهاب!!