السد العالي.. وقناة السويس.. والسيسي!
يقفز أمامي السد العالي الذي يعد أحد أهم المشروعات في العالم في القرن العشرين، كلما قرأت خبرا أو تصريحا عن القناة الجديدة، قد يرى البعض أنها مبالغة إذا ربطنا بين السد العالي وقناة السويس، وقد يرى البعض الآخر أن العلاقة بين السد العالي وقناة السويس بعيدة أو لا يوجد علاقة بينهما مطلقا، والحقيقة غير ذلك، وأرى أن هناك أواصر قوية تربط بين الاثنين.
كلنا نعرف أن تاريخ قناة السويس مليء بالشجون، والكثير يعرف رفض محمد علي حفرها، وبرر رفضه بأنها ستجلب على مصر المشاكل وسيجعلها دائما مطمعا للاستعمار، بل قال محمد علي إنها ستكون بمثابة الخطر الدائم الذي سيهدد المنطقة كلها، وعندما جاء ديليسبس لإقناع سعيد خديو مصر، وضع شروطا قاسية تحمل مصر العبء الأكبر ويعود الفائدة الأكبر للفرنسيين، الأمر الذي جعل العامل المصري يعمل تحت أسوأ ظروف، ما أدى إلى أن مصر قدمت 120 ألف شهيد من شبابها في حفر القناة، وهذا الرقم رهيب ومزعج لو أننا عرفنا أن تعداد مصر في القرن التاسع عشر لا يتعدى الـ6 ملايين نسمة، معظمهم لا يعرف أين ألقوا بهم، هذا وعاد من عاد مريضا بالسل وكل أمراض الدنيا، من هنا ندرك سريعا أن مصر دفعت من دماء شبابها الغالي ما لا يقدر بالمال، والمعروف أن حفر القناة استمر 10 سنوات، وتم افتتاحها في عصر الخديو إسماعيل.
أما السد العالي لم تكن فكرته طارئة عند رؤساء رجال ثورة يوليو، إنها فكرة قديمة ممتدة إلى مئات السنين قبل 1952، ولكن ثوار يوليو كان من أهم الملفات الموضوعة على رأس أهدافهم بالتحديد 1953 هو بناء السد العالي؛ ليكون أكبر مصدر طاقة للكهرباء، لتنظيم مخاطر الفيضانات كل عام.. إلخ، وهنا أدرك الغرب أن هناك عقولت تفكر وتعمل من أجل التحرر من سيطرة الاستعمار الغربي عليهم، ورفض البنك الدولي تمويل بناء السد العالي في محاولة لكسر إرادة الشعب المصري وقيادته، التي بدا أنها لن تكون تحت سيطرة الغرب، وهنا أعلنت مصر تأميم قناة السويس؛ ردا على تآمر الغرب مع البنك الدولي، وكان العدوان الثلاثي على مصر ومحاولة استعادة السيطرة مرة أخرى على القناة، وخرجت مصر منتصرة، وتم بناء السد العالي أيضا في 10 سنوات (60 - 1970) مثلما حفر المصريون القناة في 10 سنوات.
وبسبب بناء السد تم تأميم القناة، ومن أجل تأميم القناة حدث العدوان الثلاثي على مصر، وكلاهما مشروع قومي يؤكد التحرر من أي سيطرة خارجية، وأيضا يساهم في التنمية الاقتصادية.
وإذا تحدثنا عن قناة السويس الجديدة، فإنها تمثل نقطة إضاءة رائعة في تاريخ مصر الحديث، واعتبرها أول خطوة حقيقية للأمام في مصر منذ 25 يناير 2011، مشروع اجتمع عليه المصريون، حول قائده الذي وقف يقول إن تمويل المشروع من المصريين، وكان الرد مذهلا للعالم أن يتم جمع 64 مليار جنيه في أسبوع، وكان صدمة لكل أعداء مصر والقيادة الجديدة، أن يتم الإعلان عن أن تنفيذه يتم في سنة واحدة، أيضا هذا جعل العالم يدرك مدى قوة القرار المصري وقدرته على التنفيذ في المواعيد المعلنة مسبقا، أن تصبح القناة أسرع ممر ملاحي في العالم، جعل كل المشاريع التي خطط لها البعض لضرب القناة تلغى تماما من الحسبان، أن تدخل القناة موسوعة جينيس العالمية في كثير مما استخدم في القناة مثل أن 75% من كراكات العالم تشارك في هذا العمل الذي أدهش العالم حتى الآن.
من حقنا أن نفرح بهذا الإنجاز، ولكن هو لن يحقق الهدف منه إلا بالاستفادة من الأيدي التي اكتسبت خبرة العمل فيه، لن يحقق الهدف إلا بالتنمية الحقيقية وخلق ملايين فرص العمل للشباب، لن تحقق الهدف إلا إذا شعر المواطن البسيط بالإنجاز من خلال قوت يومه.
وكلمتي للسيسي قناة السويس مجرد البداية ولكنها لا تكفي، وننتظر المزيد وإلا فإن دماء شباب مصر في القرن 19 وشهداء العدوان الثلاثي وعرق العام الماضي تضيع سدى.. ونحن على ثقة في وطنيتكم وانتمائكم لتراب مصر.. وتحيا مصر!!
وإذا تحدثنا عن قناة السويس الجديدة، فإنها تمثل نقطة إضاءة رائعة في تاريخ مصر الحديث، واعتبرها أول خطوة حقيقية للأمام في مصر منذ 25 يناير 2011، مشروع اجتمع عليه المصريون، حول قائده الذي وقف يقول إن تمويل المشروع من المصريين، وكان الرد مذهلا للعالم أن يتم جمع 64 مليار جنيه في أسبوع، وكان صدمة لكل أعداء مصر والقيادة الجديدة، أن يتم الإعلان عن أن تنفيذه يتم في سنة واحدة، أيضا هذا جعل العالم يدرك مدى قوة القرار المصري وقدرته على التنفيذ في المواعيد المعلنة مسبقا، أن تصبح القناة أسرع ممر ملاحي في العالم، جعل كل المشاريع التي خطط لها البعض لضرب القناة تلغى تماما من الحسبان، أن تدخل القناة موسوعة جينيس العالمية في كثير مما استخدم في القناة مثل أن 75% من كراكات العالم تشارك في هذا العمل الذي أدهش العالم حتى الآن.
من حقنا أن نفرح بهذا الإنجاز، ولكن هو لن يحقق الهدف منه إلا بالاستفادة من الأيدي التي اكتسبت خبرة العمل فيه، لن يحقق الهدف إلا بالتنمية الحقيقية وخلق ملايين فرص العمل للشباب، لن تحقق الهدف إلا إذا شعر المواطن البسيط بالإنجاز من خلال قوت يومه.
وكلمتي للسيسي قناة السويس مجرد البداية ولكنها لا تكفي، وننتظر المزيد وإلا فإن دماء شباب مصر في القرن 19 وشهداء العدوان الثلاثي وعرق العام الماضي تضيع سدى.. ونحن على ثقة في وطنيتكم وانتمائكم لتراب مصر.. وتحيا مصر!!