رئيس التحرير
عصام كامل

تحت الطين يوجد الذهب


أراد كهنة إحدى القبائل صنع تمثال ليكون معلما من معالم مدينتهم ولكي يصبح في المستقبل أثرا ضمن الآثار الصينية لكي يتحدث عنها العالم فيما بعد.


ووجدوا أنه سيكون من المميز إذا صنعوه من الذهب لكي يكون جميلًا، وبالفعل جمعوا 5 أطنان من الذهب الخالص وقاموا بتصميم ونحت التمثال ونصبوه في وسط المدينة وذهب أهل المدينة لكي يحتفلوا بتلك التحفة الجديدة التي سوف تخلد اسمهم في التاريخ.

ولكن فرحتهم لم تدم كثيرًا، فبعد بضع سنوات سمعوا أن قبيلة تدعى الـ (برمود) تنوي الهجوم على مدينتهم وكان من المعروف عن تلك القبيلة أنها إذا هجمت على مدينة لا تتركها إلا وهي خربة.

فكر الكهنة وكبار المدينة في كيف يستطيعون أن يخفوا التمثال عن أعين قبيلة الـ (برمود) ؛ فتوصلوا إلى فكرة وهي أن يقوموا بوضع طبقة سميكة من الطين حتى لا يرونه.

وبالفعل وصلت قبيلة الـ (برمود) إلى تلك المدينة وبالفعل نهبوا كل خيرات تلك المدينة وقتلوا كل من كان يعترضهم وعندما وصلوا إلى التمثال لم ينل إعجابهم أو لم يكن لديهم الرغبة في أن يأخذوه لأنه من الطين.

ومنذ 150 عاما فقط أرادت السلطات الصينية نقل التمثال إلى متحف لأنه شاهد على حضارتهم، ويوم النقل كانت تسقط أمطار غزيرة فأمر المسئول بإيقاف العمل إلى أن تهدأ الأمطار.

وفي الليل أتى إلى التمثال ليتفقده فوجد به شق فاقترب بالشمعة التي في يده لينظر إلى الشق الذي في التمثال وجد أن الضوء ينعكس فاندهش لأنه من المعروف أن الطين لا يعكس الضوء فعلم أن التمثال مصنوع من معدن وفي اليوم الثاني أتلا بالعمال وصاروا يحطمون الطبقة الطينية الموجودة على التمثال ليصبحوا وجهًا لوجه أمام تمثال مصنوع من الذهب الخالص ومصنوع بأتقان شديد.

قاموا بنقله إلى المتحف وكتبوا عبارة عليه وهي تحت الطين يوجد الذهب.

نعم ؛ إنك تظن أن قدراتك قليلة وإنك لن تسيطيع النجاح ولكن كل ذلك لأنك لا تدري أنك تملك كنزًا من النعم والخيرات التي وهبها لك الله، عز وجل، نعمات لا تحصي ولا تعد.

أنت فقط من تحبط من نفسك ومن ذاتك ومن عزيمتك وذلك لأنك لا تدري بما تملك كل ما عليك هو أن تزيل تلك الطبقة الطينية التي تغطي قدراتك وأنت سوف تجد أنك تحمل في طياتك الكثير والكثير من القدرات.

كفاك دفنًا لقدراتك من خلال كلامك المحبط الذي توجهه لنفسك وابدأ من اليوم وقم بإزالة تلك الطبقة وابدأ في رحلتك إلى النجاح ولا تنس قول الله سبحانه وتعالى (وإن ليس للإنسان إلا ما سعى)
الجريدة الرسمية