«أبو طقة» يكتب عن كواليس ثورة 30 يونيو: إحنا اللي جبنا الإخوان وإحنا اللي عزلناهم
مر عامان على ذكرى ثورة 30 يونيو المجيدة.. أيوه هي ثورة مجيدة.. لم تأت صدفة كغيرها أو هوجة كسابقتها. إنما تم التخطيط والإعداد لها قبلها بعام كامل وقبل أن تطأ قدم “مرسي” قصر الاتحادية وتم الإعداد لهذا داخل غرفة عمليات لم تخطر على بال بشر
ولأول مرة أعترف لكم بأن مكتبى هذا في “درب الفشارين” هو أول مكان شهد التخطيط للإيقاع بالإخوان وعزلهم من الحكم والزج بهم في السجون..
طبعا حد هيسألنى “إزاى الكلام دا يا فالح ؟!”.. وأنا هرد عليه وأقول له عيب عليك ده أنت بتكلم “أبو طقة” بيه كبير فشاري مصر والوطن العربى.. وأنا هقولكم الحكاية من بدايتها علشان تعرفوا أن مصر من غيرنا كان زمانها تحت إمارة “إسماعيل هنية” وزعامة “أردوغان التركى”..
بدأت الحكاية عندما وصل الفريق “أحمد شفيق” لمرحلة الإعادة في انتخابات الرئاسة وكان ينافسه الدكتور “محمد مرسي”.. في ذلك الوقت كان كل منهم يبحث عن أهم الأوراق التي تعينه في الوصول إلى مقعد الرئاسة.
ولعب كل منهم بكل أوراقه.. وكنا نحن الفشارين في ذلك الوقت على الحياد فلم نكن نريد حكم الإخوان وأيضا لم يكن يعجبنا عودة نظام مبارك على يد شفيق.. وقمنا بإعلان ذلك بمجرد إعلان نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات.
لكن في نفس الليلة فوجئت بزميلى “سحلول القاضى” يقول لى “إحنا لازم يكون لنا موقف من انتخابات الإعادة ياعمنا وأنا شايف إننا نعلن تأييدنا لـ مرسي لأن الإخوان أرحم من شفيق على الأقل ممكن نشيلهم في أي وقت لكن شفيق هيتبت في أمها
وساعتها قلت له هات من الآخر ياسحلول لأننا لسنا سلبيين بل أعلنا موقفنا من انتخابات الإعادة وهو الحياد.
قال: طب ليه نبقى على الحياد لما ممكن ننحاز لمصلحتنا ؟!
قلت: وما هي مصلحتنا في حكم الإخوان يا فالح ؟!
قال: 5 ملايين جنيه لينا ومثلهم للإنفاق على الدعاية.. لقد اتصل بى خيرت الشاطر وقال لى أعرض الأمر على أبو طقة بيه !
بينى وبينكم كان المبلغ مغريا في ظل الظروف التي كانت تمر بها البلد فقلت له خلاص أوكيه موافقين وإحنا ممكن نصرف 3 ملايين من الخمسة الثانية ونوفر مليونين ليبقى معنا 7 ملايين وبرضو الإخوان مش وحشين وكما قلت أنت من الممكن أن ننقلب عليهم في أي وقت.
في اليوم الثانى عقدت الصفقة مع خيرت الشاطر بحضور المرشد محمد بديع والمرشح محمد مرسي ووعدتهم بأننى لن أترك مرسي إلا وهو رئيس للجمهورية.
وبالفعل بدأنا نضع خطة للتحركات بحيث نوظف معنا كل زملائنا الفشارين في المحافظات لهذه المهمة وفى يوم واحد بدأت تظهر نتيجة تحركاتنا الإيجابية في صالح الإخوان الأمر الذي لاحظه مؤيدو الفريق شفيق وكشفته “لميس الحديدى” من خلال برنامجها “هنا العاصمة” عندما قالت “شعبية مرسي التي زادت بشكل ملحوظ منذ أمس أنا أخمن أن يكون وراءها أيد أخرى غير الإخوان والسلفيين وأنا أعرفهم جيدا وسأعلن عنهم في الوقت المناسب.
لم تمر الليلة حتى فوجئت بتليفون من لميس الحديدى تقول لى “ليه كدا بس ياعم أبو طقة.. على آخر الزمن هتدعم الإخوان ؟!”
فقلت لها المصلحة يالميس.. لقد دفعوا لى 10 ملايين جنيه ووعدتهم بذلك !
ساعتها طلبت منى لميس أن أشرب معها فنجان قهوة في إحدى العوامات السرية فوافقت دون تردد.. وبينما كنا نتسامر أنا ولميس ومعنا “عمرو أديب” وإذا بالفريق شفيق يدخل علينا ومعه مدير حملته الانتخابية وحقيبة بها عشرة ملايين جنيه وضعها أمامى وقال لى “من الآخر عايز أنجح وأنا أولى من الإخوان”...
نظرت إلى لميس وقلت لها برضو كدا ياست الكل ؟!
قالت: نحن لا نريد الإخوان بأى شكل ياعمنا وها هو نفس المبلغ الذي دفعوه لك بالإضافة إلى أننى أعلم أنك غير مقتنع بالإخوان !
فقلت لها: ولا حتى بشفيق.
فقالت معلش اللى نعرفه أحسن من اللى مانعرفوش.
وانتهت الجلسة بأننى وعدت شفيق بأنه هو الفائز بإذن الله وأخذت الحقيبة وتوكلت على الله.. وفى درب الفشارين دعوت زملائى لاجتماع طارئ وعرضت عليهم الأمر فاتفقنا على وضع خطة نحافظ بها على المبالغ التي حصلنا عليها من الطرفين وفى نفس الوقت نحافظ بها على مصر من الطرفين وهنا كانت خطة ثورة 30 يونيو.
طبعا هتقولولى إزاى وأنا هقولكم أنا جايلكم في الكلام أهه:
ولأن همنا الأول كان الحفاظ على المبالغ المالية فقد توصلنا إلى أن الإخوان سيقلبون البلد رأسا على عقب في حال عدم وصولهم للحكم وسيطالبوننا بالفلوس على داير مليم، أما شفيق فليس وراءه من يطالبنا بالفلوس خاصة وأن الإخوان أغبياء وسيلفقون له التهم ويحاولون حبسه مع مبارك ونجليه بمجرد وصولهم للحكم.. ففى حال حبسه لن يستطيع مطالبتنا بالمبلغ وفى حال هروبه خارج مصر فهو أيضا لن يستطيع مطالبتنا بالمبلغ وهذا هو ما حدث بالفعل بعد ذلك.
لكن كان السؤال الملح بيننا في درب الفشارين “وماذنب شعب مصر في صفقتنا هذه التي ستدر علينا الملايين وستدر عليهم الفقر والحرمان على يد الإخوان ؟
والإجابة كانت سنضع خطة بديلة للإطاحة بالإخوان في حال وصول مرسي للحكم ويجب أن تكون خطة على المدى الطويل ويساهم فيها كل الوطنيين في هذا البلد.
وبالفعل وضعنا الخطة وفى نفس الوقت دعمنا مرسي حتى وصل لكرسى الرئاسة وهرب شفيق خارج مصر لأداء فريضة العمرة في دولة الإمارات.
ساعتها خدمتنا الظروف عندما تولى الشاب الفتى “عبد الفتاح السيسي” منصب قائد القوات العسكرية وكنا نعلم عنه مدى وطنيته وحبه لمصر والمصريين.. ساعتها ذهبت أنا وزميلتى “سطوطة الفنجرى” لمكتب الإرشاد ونصحناهم بأن يتخلص مرسي من “المشير طنطاوى ونائبه الفريق سامى عنان” حتى يمكنه التحكم في الجيش والشرطة معا ولما سألونا عن البدائل قلنا لهم إن هناك شابا طيبا يحب كل المصريين بمن فيهم الإخوان من الممكن أن تقلدوه منصب وزير الدفاع.
ولما رأيناهم قد اقتنعوا بالفكرة أسرعنا إلى المشير طنطاوى وشرحنا له الأمر وطلبنا منه أن يرضخ هو وعنان لأوامر مرسي ليشعروه أنه ملك زمام الأمور وأننا رشحنا لهم الفريق السيسي ليتولى منصب وزير الدفاع الأمر الذي أسعد طنطاوى وقال لى بالحرف “ والله أنت حبيبى ياعم أبو طقة وأنا كدا كدا عايز أستريح ومادام السيسي هو خليفتى فأنا مطمئن على مصر والمصريين.
كنا نعلم أن هذا الفتى _عبد الفتاح السيسى_ ستحركه وطنيته عندما يرى أن الإخوان سيعبثون بمصر ولن يترك الشعب لعبة بأيديهم.
وعقدنا اجتماعا مع مجموعة من الإعلاميين وعلى رأسهم لميس الحديدى وخيرى رمضان ويوسف الحسينى ومجموعة من القضاة كان على رأسهم المستشار الهمام أحمد الزند وشرحنا لهم الخطة ووعدناهم بحمايتهم من الإخوان في كل الأحوال وطلبنا منهم البدء في خطة التصدى للإخوان وإظهار فشلهم للشعب الأمر الذي وافقوا عليه بالإجماع من أجل مصر رغم أنه كاد يعرضهم للخطر.
وبدأت الحرب على الإخوان تصل للشارع الذي أيدها بضراوة.. بعدها أخرجنا ورقتنا الثالثة وهى ورقة تمرد التي كنا نستعد بها منذ اليوم الأول لحكم الإخوان.. وذهبت أنا بنفسى على مقهى البورصة بوسط البلد أتفحص حال الشباب الثائر على حكم الإخوان وانتقيت من بينهم الشاب “محمود بدر” وعرضت عليه خطة التمرد وشرحت له فكرة الورقة الدوارة التي ستجوب مصر وتعود لنا بالتوقيعات التي ستهز عرش الإخوان.
أتذكر في ذلك الوقت أن خيرت الشاطر دعانى للقاء وقال لى حاول أن تفعل أي شيء وتنقذنا من ورقة تمرد هذه التي اخترعها شيطان ماكر.
فضحكت في نفسى وقلت له هو فعلا شيطان يامولانا لكننى أنصحكم بأن تنشئوا أنتم أيضا حركة وتسمونها “تجرد” وتجمعون توقيعات مؤيدى مرسي عليها لأنه لا يفل الحديد إلا الحديد.
واقتنع الشاطر بالفكرة وأمر شباب مكتبه بأن يجمعوا توقيعات على استمارة تجرد وفى نفس الوقت أبلغت أنا مجموعة الإعلاميين ليسخروا من تجرد هذه وبدأت أنقل لهم الإفيهات التي من الممكن أن يقولوها للجمهور بحيث يظهرون كمحايدين بين تمرد وتجرد.
كان وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي في ذلك الوقت يراقب الأحداث من بعيد ولم نكن قد اقتربنا منه ولم يكن يعرف خطتنا لكننا كنا نلاحظ عليه أنه مهموم بأمر الوطن الذي انقسم بين متمردين ومتجردين.
طلبت أنا اجتماعا مع قيادات حزب النور ومشايخ السلفيين الذين كانوا يدعمون تجرد على حساب تمرد وأقنعناهم أن مرسي ضايع ضايع وأن مصلحتهم الآن أن يكونوا مع الشعب ويشاركوا في وضع الدستور الجديد ومجلس النواب الجديد وبالتالى يستطيعون أن يرثوا الحكم عن الإخوان باعتبارهم الفصيل الوحيد المنظم والمستعد في مصر.
ساعتها قال لى الشيخ ياسر برهامى: يعنى على ضمانتك ياعم أبو طقة ؟!
فقلت له: عيب عليك ياشيخنا.. على جثتى لو حد غيركم وصل للحكم.
واشتعلت البلد بورقة تمرد وتم تحديد يوم 30 يونيو ثورة على الإخوان تطالب بإزاحتهم.
ولما كانت خطتنا ناجحة بنسبة مائة بالمائة وبدأت الروح تدب في الشباب فوجئنا بالمشير السيسي يعلن أمام العالم أن مصر أمانة في رقبته وأعطى مهلة للرئيس مرسي ثلاثة أيام كى يتخذ قرارا بإجراء انتخابات مبكرة، الأمر الذي رفضه مرسي وجعل السيسي يضع رقبته فوق كتفه ويعلن انحيازه للشعب ويعزل مرسي ثم تسير الأمور بإدارته بعيدا عنا تمام ولم نشارك في فعالياتها منذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن لأنها تسير في الاتجاه الذي كنا نسعى فيه منذ ثلاثة أعوام.. وهذه كانت نبذة مختصرة عن كواليس ثورة 30 يونيو التي لا تعلمونها لتعلموا أننا إحنا اللى جبنا الإخوان وإحنا برضو اللى عزلناهم.. وللحديث بقية!