رئيس التحرير
عصام كامل

اتفاقيات عالمية للاستفادة من موارد القارة السمراء.. تركيا تركز على الطاقة.. إسرائيل تريد المياه.. أمريكا تكتفي بالقواعد العسكرية.. أوغندا مدخل لإيران.. و«علام»: أفريقيا تتحكم في التوازنات ال

سد النهضة - صورة
سد النهضة - صورة ارشيفية

لم يمر أسبوع دون أن توقع دولة أفريقية اتفاقية تعاون مع أحد البلاد الأوربية أو الآسيوية، وكانت الستة أشهر الماضية هي أكثر الفترات التي وقعت فيها دول أفريقية اتفاقيات مع دول عالمية في عدة مجالات منها الطاقة والدفاع العسكري بجانب اتفاقيات تعاون ثنائي.


ولم تكن تلك الاتفاقيات لمجرد التعاون فقط، فكما يرى المتابعون للشأن الأفريقي فإن هناك حربًا حقيقية بين عدة دول من أجل الاستفادة من موارد القارة السمراء، بجانب أطماع بعض الدول الأخرى في محاربة مصر والسودان من خلال تحريض دول المنبع على دول المصب.

وفي هذا التقرير، ترصد «فيتو» خريطة تلك الاتفاقيات وأهم الدول العالمية التي وقعت اتفاقيات تعاون مع الدول الأفريقية.

تركيا للطاقة

وتعد تركيا هي إحدى أكثر الدول التي وقعت اتفاقيات في دول حوض النيل في مجالي الطاقة والدفاع العسكري وكان على رأس تلك الاتفاقيات الاتفاقية التي تم توقيعها خلال الشهر الماضي بين تركيا وإثيوبيا في مجال الطاقة على أن تساعد تركيا في إنشاء سد النهضة على أن يكون هو الوكيل الحصري لنقل تلك الطاقة إلى البلدان المجاورة فيما يشبه الوكيل الحصري لكهرباء سد النهضة. 

اتفاقيات تركيا في مجال الطاقة لم تكن مع إثيوبيا فقط، ففى مايو 2014 تم توقيع اتفاقية مع السودان برئاسة تالير يلوز وزير الطاقة والموارد الطبيعية لتركيا في ذلك الوقت في مجال الكهرباء والنفط، وبموجب تلك الاتفاقية تم إعطاء الحق لتركيا لمجال التنقيب والاستكشاف عن حقول الغاز والنفط بجانب استثمارات في مجال الطاقة التي يتم إنشاؤها من السدود التي تبنيها السودان.

وفي يناير الماضي وقعت تركيا 8 اتفاقيات بين مصر وجيبوتي، تمثلت في مجالات التعليم والصحة والصناعة على أن تقوم تركيا بإنشاء منطقة صناعية كبري تكون فيها تركيا هي المنفذ الرئيسي والمستفيد الأول لتسويق منتجاتها في تلك الدولة القريب من باب المندب أحد شرايين مصر في حماية أمنها القومي.

الدفاع العسكري

وكانت الاتفاقية الأكثر جدلا هي اتفاقية التعاون العسكري بين تركيا وإثيوبيا والتي صدق عليها البرلمان الإثيوبي منذ شهرين، خاصة أن بين البلدين مسافات شاسعة مما دفع عددا من المختص إلى القول إن للاتفاقية مآرب أخرى خاصة في ظل تزامن ذلك مع التقارب المصري الإثيوبي وعداء أردوغان لمصر في الوقت الجاري.

الصين

وتعد الصين هي إحدي الدول الحاضرة بقوة في القارة الأفريقية وذلك من خلال توقيعها عدة اتفاقيات مع إثيوبيا لبناء سد النهضة والاتفاق على الاستثمار في مجالي الطاقة والزراعة وكان آخر تلك الاتفاقيات ما تم خلال فبراير الماضي بعد توقيع اتفاقية بين البلدين للاستثمار في الطاقة. 

وكانت كينيا هي إحدي محطات الإخطبوط الصيني بعد أن قام البلدان بتوقيع اتفاقية في مايو الماضي لإنشاء سكة حديدة صينية تربط بين عدد من المناطق داخل كينيا وهو ما عزز التواجد الصيني في كينيا، وعزز العلاقات مع أوغندا التي طالبت الصين بالتواجد على أرضها من أجل الاستفادة في مجال الاستثمارات الأفريقية.

إسرائيل للمياه

أما فيما يتعلق بإسرائيل الحاضرة بشكل قوي في القارة الأفريقية فلها العديد من الاتفاقيات لعل أبرزها اتفاقيات الطاقة والاستثمار التي وقعتها مع إثيوبيا منذ عدة سنوات ومكنت إسرائيل من امتلاك ما يقرب من 200 ألف فدان.

مصر 

ووقعت إسرائيل خلال العام الماضي أول اتفاقيات مع جنوب السودان وذلك تحت عنوان التنمية التكنولجية للمياه ودارت بنود الاتفاقية حول كيفية تطوير المياه عن طريق استخدام التكنولجيا في المياه.

ولم تكن تلك الاتفاقية الأولى التي وقعتها إسرائيل مع دولة من حوض النيل فبعد اتفاقية لإدارة الموارد المائية مع كينيا عام 2009 وقعت إسرائيل اتفاقية أخرى في 2014 وكانت عبارة عن تعاون في مجال النقل الجوي على أن تقوم إسرائيل بتمويل جسر جوي مباشر إلى كينيا.

أما فيما يتعلق بإثيوبيا فبعد صفقة الأسلحة التي بلغت 200 مليار دولار التي منحتها إسرائيل لإثيوبيا في عام 1983 وتمتعت إسرائيل بنفوذ قوي في إثيوبيا دفع البعض إلى القول إنها مركز الموساد في القارة السمراء.

ووفق بيانات لوزارة الخارجية الإسرائيلية في بداية 2015، أشارت إلى أن التعاون التجاري بين إسرائيل وكل من كينيا وتنزانيا وأوغندا تزايد من 8.6 مليار دولار إلى 20 مليار دولار في ثلاثة أعوام وذلك من خلال اتفاقيات التعاون.

أمريكا 

القواعد العسكرية كان ذلك هو ما اكتفت به الولايات المتحدة الأمريكية بعد إنشائها منظمة لتقيم قواعد عسكرية تحت عنوان "افريكوم " في كل من جيبوتي وهي قاعدة ليموتيه بجانب قاعدتين آخريين في كل من أوغندا وكينيا.

إيران

ولم تكن إيران هي الأخري بعيدة عن هذا الصراع وهو ما تمثله الاتفاقيات التي تم توقيعها مع أوغندا في بداية الألفية الجديدة وكانت أربع اتفاقيات في مجالات الزراعة والصناعة وتبادل البرامج الإذاعية وهو ما نتج عنه بناء منطقة زراعية متكاملة في أوغندا واستثمارات بلغت الــ 200 مليون دولار خلال العام الماضي.

أما فيما يتعلق بمصر فقد بدأت هي الأخري اللعب بنفس السلاح وذلك من خلال عدة اتفاقيات كان أهمها هو اتفاقية مع جنوب السودان للتعاون في مجالات الموارد المائية والصحة، والتي قدمت بمصر بموجبها منحا تصل  80 مليون دولار وكان على رأس المشروعات تطهير بحر الغزال وقناة جونجلي.

ويقول الدكتور محمود أبوزيد وزير الري الأسبق، إن قارة أفريقيا تتميز بعدة سمات أهمها هي سرعة نمو الاقتصاد الخاص بها فنجد أن 10 دول أفريقية من 30 دولة الأكثر نموًا في العام وهو ما يجعل الدول تهرول إليهم من أجل الاستثمار.

وأضاف أبوزيد أن السبب الآخر الذي يجعل هذا التناحر على قارة أفريقيا أنها مسيطرة على الكثير من التوازنات الدولية فهي مسيطرة على مضيق باب المندب شريان الحياة للغرب بجانب تمتعها بالمياه التي يتصارع العالم من أجلها.
الجريدة الرسمية