رئيس التحرير
عصام كامل

أطفال الفوانيس وأطفال الشماريخ


لقد عاد إلينا الشهر الكريم شهر مضان المعظم، شهر الخيرات والبركات، ولكن لم نر من هذا الشهر في مصر غير صلاة التراويح وأصوات الصلوات في المساجد جهرًا، تتمازج مع أصوات الشماريخ والألعاب النارية حتى بعد أذان الفجر، وللأسف يشجع الأهالي أطفالهم على اللعب بها وإزعاج الناس ليلا ونهارا، فضلا عن المسلسلات وكم الإعلانات وبرامج التوك شو التي ستضيف نجوم الفن ونجوم دعاة الإسلام، وبرامج المقالب التي من كثرتها سئم الناس مشاهدتها.


واختفت روح رمضان وروح التسامح، واختفت مظاهر المسلمين وهم يحاولون مصالحة من كانوا على خصام معهم قبل رمضان؛ حتى يقبلوا على هذا الشهر بقلوب طاهرة، فلم يتبق غير موائد الرحمن وحاملي العصائر على الطرق وقت الأذان.

فرمضان في مصر أصبح مصدر رزق للممثلين من الكومبارس إلى كل نجوم السينما، ومصدر رزق للدعاة الذين سئمنا فتواهم، فهم نفس المشايخ في كل القنوات لا جديد، ونفس الفتاوى لا جديد، حتى داخل المساجد أصبحت حجرات نوم كبيرة للصائمين، يسلون صيامهم نومًا حتى قرب أذان المغرب يعودون إلى منازلهم للإفطار.

ماعدت أرى التسامح في وجوه الناس، وماعدت أرى الصفاء في عيونهم.

نحن نحتاج إلى من يعيد لنا صفاء أيامنا، ويعيد لنا روح الإسلام الجميل الذي كنا نعيشه في طفولتنا، فقد كانت صلاتنا في المساجد لها طعم آخر، كنا نتسابق للمساجد حتى نجد أصدقاءنا وجيراننا وأحباءنا بوجوههم البشوشة حين يرونا ثم نعود جماعة كل منا يذهب إلى منزله، بوعد في اللقاء في صلاة العشاء أو الفجر في اليوم التالي.

وأين أطفال الفوانيس، فقد حل محلهم أطفال الشماريخ والألعاب النارية، وكأننا في وسط حرب.. رحمًا بآبائنا وأجدادنا، وأدعو بالهداية لآباء وأبناء اليوم.
الجريدة الرسمية