رئيس التحرير
عصام كامل

المتحف الزراعي


خلال زيارتي لمكتب وكيل وزارة الزراعة للإرشاد الزراعي، المهندس محمد صبحي، تحدثت معه مع ماينتابني من اكتئاب عند أمر بجوار المتحف الزراعي، وما أصابه من إهمال فسألني عن آخر مرة زرت فيها المتحف، فأجبته إنه من نحو عشرة سنوات اعتقادا مني بأنه ما زال على حاله منذ ذلك الوقت، ولكن معالي وكيل الوزارة قال لى: لكي نستكمل حديثنا لابد لك من زيارة المتحف الآن، مشيرا على أنه قام بتجديد المتحف وصالاته، وأنه ما زال في مرحلة التجديد، ولم ينته بعد من عمله، وكلف المهندس هاني رضوان بمصاحبتي خلال هذه الجولة حيث إنه المسئول عن سير أعمال التجديد داخل المتحف، وبالفعل قمت بالزيارة رغم أرهاقي الشديد، ونيتى على أن تكون الزيارة عابرة ولكني حينما دخلت المتحف، ووجدت كما من الشباب المرشدين في انتظاري، الذين اصطحبوني داخل أروقة المتحف، وجدتني منبهرًا، ومرت الساعات دون أن أشعر بمرور الوقت، فخورًا بما نملكه من تحف وآثار ثمينة داخل المتحف تحكي قصص كفاح الشعب المصري، من بدء نظام الري الذي يشهد بأننا أولى الدول في العالم التي وضعت نظاما للري، وأولى دول الكرة الأرضية، التي اخترعت التقويم الزراعي المصري والصناعات والنباتات النادرة التي تمتلكها مصر حتى الأمراض، التي تصيب الإنسان المصري موجودة داخل المتحف، وكأنه متحف طبي.

فيعتبر المتحف جامعة تشمل كليات عديدة داخلها، فشكرا لوزير الزراعة الدكتور صلاح هلال، وشكرا للمهندس محمد صحبي وكيل الزراعة للإرشاد الزراعي؛ لما بذلاه من جهد يقدره كل من زار المتحف قبل وبعد التجديد،
ولكن يحتاج المتحف إلى تأمين من وزارة الداخلية كما هو الحال في المتحف المصري، حيث إنني لم أرَ إلا موظفين عاديين، حتى لايحملون سلاح صوت؛ للدفاع عن المتحف لو حدث سطو مسلح عليه.
والسؤال الأهم لماذا لاتحدث بروتوكولات بين وزارة الآثار، ووزارة السياحة، ووزارة الثقافة، بينهم وبين، وزارة الزراعة لترميم القطع الأثرية النادرة والمباني الأثرية داخل المتحف، وتشجيع السياحة إلى المتحف بحيث يكون به نشاط ثقافي دائم، وحركة مستمرة لمن يريد ويعشق التنوير الثقافى، ودارسة تاريخ مصر، وإنما أقصد بهذه البروتوكولات أن تكون انتداب من هيئة حكومية، إلى هيئة حكومية بدون تكليف الوزارة لمبالغ مالية إضافية، والسؤال هنا لرئيس الوزراء إبراهيم محلب.
فبداخل المتحف صالة سينما، أو تسطيع القول بأنه دار سينما كامل بكامل معداته وخاماته، ولكن لماذا لاتتحول هذه الدار إلى سينما ومسرح في أن واحد؟، بحيث يتم توسيح الشاشة وبناء عمق مسرحي كبير بحيث يصلح لأن يكون مسرحا للأعمال الفنية والمؤتمرات، وخلافة وتكون شاشة السينما متحركة بحيث ترفع وتنزل حسب الحاجة كما هو الحال في كل دور السينما في مصر، فلماذا لاتتبنى هذه الفكرة وزارة الثقافة داخل المتحف بحيث تستغل في الأعمال الفنية الثقافية البيئية من قبل ممثلين ومخرجين من وزارة الثقافة؟
إن المتحف على حاله هذا لاينقصة إلا اللمسات الخفيفة؛ ليعود ويصبح كعهده قديمًا.
وأنهي مقالتي بكلمة شكر وتقديم لكل من ساهم، ولو بعمل طفيف لعودة متحفنا الزراعي إلى سابق عهده كأول متحف زراعي على مستوى العالم.
تحيا مصر ويحيا رجال مصر الشرفاء .
الجريدة الرسمية